ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما إِلاَّ ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما أَوِ الْحَوايا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (١٤٦) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)(١٤٧)
قوله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً) الآيات.
لمّا بيّن فساد طريقة أهل الجاهليّة فيما يحلّ ويحرّم من المطعومات ـ أتبعه بالبيان الصّحيح.
روي أنهم قالوا : فما المحرّم إذن؟ فنزل : قل يا محمد : (لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ) شيئا (مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) أي : آكل يأكله.
قوله : «محرّما» منصوب بقوله : «لا أجد» وهو صفة لموصوف محذوف ؛ حذف لدلال قوله : (عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) أي : آكل يأكله.
قوله : «محرّما» منصوب بقوله : «لا أجد» وهو صفة لموصوف محذوف ؛ حذف لدلال قوله : (عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) ، والتقدير : لا أجد طعاما محرّما ، و (عَلى طاعِمٍ) متعلّق ب «محرّما» ، و «يطعمه» في محل جرّ صفة ل «طاعم».
وقرأ (١) الباقر ونقلها مكيّ (٢) عن أبي جعفر ـ : «يطّعمه» بتشديد الطّاء ، وأصلها «يتطعمه» افتعال من الطعم ، فأبدلت التاء طاء لوقوعها بعد طاء للتقارب ، فوجب الإدغام.
وقرأت (٣) عائشة ، ومحمّد بن الحنفيّة ، وأصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم : «تطعّمه» بالتاء من فوق وتشديد العين فعلا ماضيا.
قوله : (إِلَّا أَنْ يَكُونَ) منصوب على الاستثناء ، وفيه وجهان :
أحدهما : أنه متّصل. قال أبو البقاء (٤) : «استثناء من الجنس ، وموضعه نصب ، أي : لا أجد محرّما إلا الميتة».
والثاني : أنه منقطع ، قال مكّي (٥) : «وأن يكون في موضع نصب على الاستثناء المنقطع».
وقال أبو حيان (٦) : و (إِلَّا أَنْ يَكُونَ) استثناء منقطع ؛ دلائله كون ، وما قبله عين ، ويجوز أن يكون موضعه نصبا بدلا على لغة تميم ، ونصبا على الاستثناء على لغة الحجاز ، يعني : أن الاستثناء المنقطع فيه لغتان :
إحداهما : لغة الحجاز ، وهو وجوب النّصب مطلقا.
وثانيتهما : لغة التّميميّين ـ يجعلونه كالمتّصل ، فإن كان في الكلام نفي أو شبهه ،
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٣ / ٢٠٤ ، البحر المحيط ٤ / ٢٤٢.
(٢) ينظر : المشكل ١ / ٢٩٦.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٢٤٢ ، المحرر الوجيز ٢ / ٣٥٦ ، الدر المصون ٣ / ٢٠٤.
(٤) ينظر : الإملاء ١ / ٢٦٤.
(٥) ينظر : المشكل ١ / ٢٩٦.
(٦) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٢٤٢.