واللغة الخامسة : «أظفور» ولم يقرأ بها فيما علمنا ؛ وأنشدوا على ذلك قول الشاعر : [البسيط]
٢٣٧٢ ـ ما بين لقمتها الأولى إذا انحدرت |
|
وبين أخرى تليها قيد أظفور (١) |
وجمع الثّلاثي : أظفار ، وجمع أظفور : أظافير وهو القياس وأظافر من غير مدّ ، وليس بقياس ؛ وهذا كقوله : [الرجز]
٢٣٧٣ ـ العينين والعواور (٢)
وقد تقدّم تحقيق ذلك في قوله : (مَفاتِحُ الْغَيْبِ) [الأنعام : ٥٩].
فصل في معنى «ذي ظفر»
قال الواحديّ اختلفوا في ذي الظّفر : فروى عطاء عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ : أنه الإبل فقط (٣) ، وروي عنه أيضا : أنّه الإبل والنّعامة ؛ وهو قول مجاهد (٤).
وقال عبد الله بن مسلم (٥) : «إنّه كلّ ذي مخلب من الطّير ، وكلّ ذي حافر من الدّوابّ».
وقيل : هو كلّ ما لم يكن مشقوق الأصابع من البهائم والطّير مثل البعير والنّعامة والإوزّ والبطّ ؛ ثم قال : كذلك قال المفسّرون.
وقال ابن الخطيب (٦) : «وسمّي الحافر ظفرا على الاستعارة» ، قال ابن الخطيب (٧) : أمّا حمل الظّفر على الحافر فبعيد من وجهين :
الأول : أن الحافر لا يسمّى ظفرا.
والثاني : لو كان الأمر كذلك ، لوجب أن يقال : إنه ـ تبارك وتعالى ـ حرّم عليهم كلّ حيوان له حافر ، وذلك باطل ؛ لأن الآية تدلّ على أنّ الغنم والبقر مباحان لهم مع حصول الحافر لهم.
وإذا ثبت هذا ، فنقول : وجب حمل الظّفر على المخالب والبراثن ؛ لأن المخالب آلات الجوارح في الاصطياد ، والبراثن آلات السّباع في الاصطياد ، وعلى هذا التقدير
__________________
(١) ينظر : اللسان (ظفر) التهذيب ١٤ / ٣٧٥. الدر المصون ٣ / ٢٠٦.
(٢) البيت لجندل بن المثنى ينظر : الكتاب ٢ / ٣٧٤ ، الخصائص ١ / ١٩٥ ، المحتسب ١ / ١٠٧ ، ابن يعيش ٥ / ٧٠ ، والتصريح ٢ / ٢٦٩ ، اللسان [عور] ، الدر المصون ٣ / ٢٠٦.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٥ / ٣٨٢) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٠٠) وزاد نسبته لابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس.
(٤) ذكره الرازي في «تفسيره» (١٣ / ١٨٢) وانظر التعليق السابق.
(٥) ينظر : الرازي (١٣ / ١٨٣).
(٦) ينظر : الرازي ١٣ / ١٨٣.
(٧) ينظر : المصدر السابق.