مستعليا أو غالبا ، ذكره المهدوي وأبو البقاء (١).
الخامس : أنها زائدة ، والتقدير : وهو القاهر عباده.
ومثله : (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ) [الأنفال : ١٢] وهذا مردود ؛ لأن الأسماء لا تزاد(٢).
ثم قال (وَهُوَ الْحَكِيمُ) أي في أمره ، «الخبير» بأعمال عباده.
قوله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)(١٩)
قال الكلبيّ (٣) : أتى أهل «مكة» رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالوا : أرنا من يشهد بأنك رسول الله ، فإنّا لا نرى أحدا يصدّقك ، ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى ، فزعموا أنه ليس لك عندهم ذكر ، فأنزل الله تعالى : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً) أي : أعظم شهادة ، فإن أجابوك ، وإلّا فقل : (اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) على ما أقول لأني أوحي إليّ هذا القرآن معجزا لأنكم أنتم البلغاء والفصحاء ، وقد عجزتم عن معارضته ، فكان معجزا ، وإذا كان معجزا كان إظهار الله ـ تعالى ـ له على وفق دعواي شهادة من الله على كوني صادقا في دعواي.
قوله تعالى : (أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ) مبتدأ وخبر ، وقد تقدّم أن «أيّا» بعض ما تضاف إليه ، فإذا كانت استفهامية اقتضى الظّاهر أن يكون مسمّى باسم ما أضيف إليه.
قال أبو البقاء (٤) ـ رحمهالله ـ : «وهذا يوجب أن يسمّى الله تعالى «شيئا» ، فعلى هذا تكون الجلالة خبر مبتدأ محذوف [والتقدير : الله أكبر شهادة ، و «شهيد» على هذين القولين خبر مبتدأ محذوف](٥) أي : ذلك الشيء هو الله تعالى ، ويجوز أن تكون الجلالة مبتدأ خبره محذوف أي : هو شهيد بيني وبينكم ، والجملة من قوله : «قل الله» على الوجهين المتقدمين جواب ل «أي» من حيث اللفظ والمعنى ، ويجوز أن تكون الجلالة مبتدأ ، و «شهيد» خبرها ، والجملة على هذا جواب ل «أيّ» من حيث المعنى ، أي : إنها دالّة على الجواب ، وليست به.
قوله : «شهادة» نصب على التمييز ، وهذا هو الذي لا يعرف النحاة غيره.
وقال ابن عطية (٦) ـ رضي الله عنه ـ : ويصحّ على المفعول بأن يحمل «أكثر» على
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٣ / ٢٦ الإملاء ١ / ٢٣٧ وأبو البقاء سقط في [ب].
(٢) في ب : لا تراه.
(٣) ذكره الرازي في «تفسيره» (١٢ / ١٤٥) عن ابن عباس.
(٤) ينظر : الإملاء ١ / ٢٣٧.
(٥) سقط في أ.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢٧٥ ، والدر المصون ٣ / ٢٧.