٢٤٩٧ ـ حلفت لها بالله حلفة فاجر |
|
لناموا ... (١) |
قلت : إنّما كان ذلك ؛ لأنّ الجملة القسميّة لا تساق إلا تأكيدا للجملة المقسم عليها ، التي هي جوابها ، فكانت مظنّة لمعنى التّوقّع الذي هو معنى «قد» عند استماع المخاطب كلمة القسم.
وأما غير الزّمخشريّ من النّحاة فإنّه قال : إذا كان جواب القسم ماضيا مثبتا متصرفا : فإمّا أن يكون قريبا من زمن الحال فتأتي ب «قد» وإلّا أتيت باللّام وحدها فظاهر هذه العبارة جواز الوجهين باعتبارين.
وقال هاهنا : «لقد» من غير عاطف ، وفي «هود» [٢٥] و «المؤمنين» [٢٣] : ولقد بعاطف ، وأجاب الكرمانيّ بأن في «هود» قد تقدّم ذكر الرّسول مرّات ، وفي «المؤمنين» ذكر نوح ضمنا في قوله (وَعَلَى الْفُلْكِ) [غافر : ٨٠] ؛ لأنّه أوّل من صنعها ، فحسن أن يؤتى بالعاطف على ما تقدّم ، بخلافه في هذه السّورة.
فصل
هو نوح بن لمك بن متوشلح بن اخنوخ ، وهو إدريس وهو أول نبيّ بعثه الله بعد إدريس.
وقال القرطبيّ (٢) : «وهو أوّل نبيّ بعث بعد آدم بتحريم البنات والعمّات ، والخالات ، وكان نجّارا ، بعثه الله إلى قومه وهو ابن خمسين سنة».
وقال مقاتل : «ابن مائة سنة».
قال النّحّاس : «وانصرف ؛ لأنّه على ثلاثة أحرف».
وقال ابن عباس : «سمّي نوحا لكثرة نوحه على نفسه» (٣).
واختلفوا في سبب نوحه ، قال بعضهم : لدعوته على قومه بالهلاك ، وقيل : لمراجعته ربّه في شأن ابنه كنعان.
__________________
(١) البيت لامرىء القيس وهو بتمامه :
حلفت لها بالله حلفة فاجر |
|
لناموا فما إن من حديث ولا صالي |
ينظر ديوانه ص ٣٢ ، والأزهية ص ٥٢ ، والجنى الداني ص ١٣٥ ، وخزانة الأدب ١٠ / ١ ، ، ٧٣ ، ٧٤ ، والدرر ٢ / ١٠٦ ، ٤ / ٢٣١ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٣٧٤ ، ٤٠٢ وشرح شواهد المغني ١ / ٣٤١ ، وشرح المفصل ٩ / ٢٠ ، ٩٧ ، واللسان (حلف) ، وجواهر الأدب ص ٧٧ ، ورصف المباني ص ١١٠ ، ومغني اللبيب ١ / ٧٣ ، وهمع الهوامع ١ / ١٢٤ ، ٢ / ٤٢ ، والبحر ٤ / ٣٢٣ ، والفخر الرازي ١٤ / ٦٢٠ ، والدر المصون ٣ / ٨٧).
(٢) ينظر : القرطبي ٧ / ١٤٨.
(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٧٤) وعزاه لابن أبي حاتم وأبي الشيخ وأبي نعيم وابن عساكر عن يزيد الرقاشي وعزاه لابن المنذر عن عكرمة.