اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٩ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

قوله : «يورثها» في محلّ نصب على الحال ، وفي صاحبها وجهان :

أحدهما : الجلالة ، أي هي له حال كونه مورثا لها من يشاؤه.

والثاني : أنّه الضّمير المستتر في الجارّ أي : إنّ الأرض مستقرة لله حال كونها مورّثة من الله لمن يشاء ، ويجوز أن يكون «يورثها» خبرا ثانيا ، وأن يكون خبرا وحده ، و «لله» هو الحال ، و «من يشاء» مفعول ثان ويجوز أن تكون جملة مستأنفة.

وقرأ الحسن (١) ، ورويت عن حفص «يورّثها» بالتشديد على المبالغة ، وقرىء (٢) «يورثها» بفتح الراء مبنيا للمفعول ، والقائم مقام الفاعل هو : «من يشاء». والألف واللّام في «الأرض» يجوز أن تكون للعهد ، وهي أرض مصر كما تقدّم ، أو للجنس ، وقرأ ابن مسعود (٣) بنصب «العاقبة» نسقا على الأرض و «للمتّقين» خبرها ، فيكون قد عطف الاسم على الاسم ، والخبر على الخبر فهو من عطف الجمل.

فصل

قال الزمخشريّ (٤) : فإن قلت : لم أخليت هذه الجملة من الواو وأدخلت على الّتي قبلها؟.

قلت : هي جملة مبتدأة مستأنفة ، وأمّا : (وَقالَ الْمَلَأُ) فهي معطوفة على ما سبقها من قوله (قالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ). والمراد من قوله : (وَالْعاقِبَةُ) أي النّصر والظفر ، وقيل : الجنّة.

فصل

قوله : (قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا). لما هدّد فرعون قوم موسى وتوعدهم خافوا ، و (قالُوا أُوذِينا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا) لأنّهم كانوا قبل مجيء موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ كانوا مستضعفين في يد فرعون ، يأخذ منهم الجزية ويستعملهم في الأعمال الشّاقة ، ويمنعهم من الترفة ، ويقتل أبناءهم ، ويستحيي نساءهم ، فلمّا بعث الله موسى ـ عليه الصّلاة والسلام ـ قوي رجاؤهم في زوال تلك المضار ، فلما سمعوا تهديد فرعون ثانيا عظم خوفهم ، فقالوا هذا الكلام.

فصل

فإن قيل : هذا القول يدلّ على كراهتهم مجيء موسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ وذلك يوجب الكفر.

__________________

(١) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٤٤٢ ، والبحر المحيط ٤ / ٣٦٧ ، والدر المصون ٣ / ٣٢٦.

(٢) المصدر السابق.

(٣) وقرأ بها أبيّ كما في الكشاف ٢ / ١٤٣ ، والبحر المحيط ٤ / ٣٦٧ ، والدر المصون ٣ / ٣٢٦.

(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ١٤٣.