المراد أنّ مجموع الخمسة لم يحصل لأحد سواه ، ولم يلزم من كون المجموع من خواصه عدم مشاركة غيره في آحاد أفرادها.
قوله : (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ). يجوز فيه : الرّفع ، والنّصب ، والجرّ ، فالرّفع والنّصب على القطع كما تقدم [الأعراف ٥٧] ، والجرّ من وجهين : إمّا النّعت للجلالة ، وإمّا البدل منها.
قال الزمخشريّ (١) : ويجوز أن يكون جرّا على الوصف ، وإن حيل بين الصّفة والموصوف بقوله (إِلَيْكُمْ جَمِيعاً).
واستضعف أبو البقاء (٢) هذا ووجه البدل ، فقال : ويبعد أن يكون صفة لله أو بدلا منه ، لما فيه من الفصل بينهما ب «إليكم» وبحال ، وهو متعلّق ب «رسول».
قوله (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) لا محلّ لهذه الجملة من الإعراب ، إذ هي بدل من الصلة قبلها وفيها بيان لها ؛ لأنّ من ملك العالم كان هو الإله على الحقيقة ، وكذلك قوله (يُحيِي وَيُمِيتُ)
هي بيان لقوله لا إله إلّا هو سيقت لبيان اختصاصه بالإلهيّة ؛ لأنه لا يقدر على الإحياء والإماتة غيره.
قاله الزمخشريّ : وقال أبو حيّان (٣) : «وإبدال الجمل من الجمل غير المشتركة في عامل لا نعرفه».
فصل
وقال الحوفيّ : إن (يُحيِي وَيُمِيتُ) في موضع خبر لا إله.
قال : «لأنّ الإله» في موضع رفع بالابتداء ، وإلّا هو بدل على الموضع.
قال : والجملة أيضا في موضع الحال من اسم الله. ويعني بالجملة قوله : (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ) ويعني باسم الله ، أي : الضّمير في له ملك أي استقرّ له الملك في حال انفراده بالإلهيّة.
وقال أبو حيّان : والأحسن أن تكون هذه جملا مستقلة من حيث الإعراب ، وإن كان متعلقا بعضها ببعض من حيث المعنى.
وقال في إعراب الحوفي المتقدم إنّه متكلّف.
قوله : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ).
فصل
اعلم أنّ الإيمان بالله أصل ، والإيمان بالنبوّة والرسالة فرع عليه ، والأصل يجب
__________________
(١) ينظر : تفسير الكشاف ٢ / ١٦٦.
(٢) ينظر : الإملاء لأبي البقاء ١ / ٢٨٧.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٤٠٤.