٢٦٤١ ـ أيّان تقضي حاجتي أيّانا |
|
أما ترى لفعلها إبّانا (١) |
وقد تأتي شرطية جازمة لفعلين.
قال الشاعر : [البسيط]
٢٦٤٢ ـ أيّان نؤمنك تأمن غيرنا وإذا |
|
لم تدرك الأمن منّا لم تزل حذرا (٢) |
وقال آخر : [الطويل]
٢٦٤٣ ـ إذا النّعجة الأذناء كانت بقفرة |
|
فأيّان ما تعدل بها الرّيح تنزل (٣) |
والفصيح فتح همزتها ، وهي قراءة العامّة.
وقرأ السّلمي (٤) بكسرها ، وهي لغة سليم.
فصل
واختلف النحويون في أيّان هل هي بسيطة أم مركبة؟ فذهب بعضهم إلى أنّ أصلها أي أوان فحذفت الهمزة على غير قياس ، ولم يعوّض منها شيء ، وقلبت الواو ياء على غير قياس ؛ فاجتمع ثلاث ياءات فاستثقل ذلك فحذفت إحداهن وبنيت الكلمة على الفتح فصارت أيّان.
واختلفوا فيها أيضا هل هي مشتقة أم لا؟ فذهب أبو الفتح إلى أنّها مشتقة من «أويت إليه» ؛ لأنّ البضع آو إلى الكل ، والمعنى : أي وقت ، وأي فعل؟ ووزنه فعلان أو فعلان بحسب اللّغتين ومنع أن يكون وزنه فعّالا مشتقة من : «أين» ؛ لأنّ «أين» ظرف مكان ، وأيّان ظرف زمان. ومرساها يجوز أن يكون اسم مصدر ، وأن يكون اسم زمان.
وقال الزمخشريّ : مرساها إرساؤها ، أو وقت إرسائها : أي : إثباتها وإقرارها.
قال أبو حيّان : وتقديره : وقت إرسائها ليس بجيد ؛ لأنّ أيّان استفهام عن الزمان فلا يصحّ أن يكون خبرا عن الوقت إلّا بمجاز ، لأنه يكون التقدير : في أي وقت وقت إرسائها وهو حسن.
ويقال : رسا يرسو : أي ثبت ، ولا يقال إلّا في الشيء الثقيل ، نحو : رست السفينة
__________________
(١) ينظر جامع البيان ١٣ / ٢٩٣ ، مجاز القرآن ١ / ٢٣٤ الجامع لأحكام القرآن ٧ / ٣٣٥ ، البحر ٤ / ٤١٨ ، الدر المصون ٣ / ٣٧٩.
(٢) ينظر شرح الشذور (٣٣٦) ، الأشموني ٤ / ١٠ ، البحر ٤ / ٤١٨ ، ابن عقيل ص (٥٨٢) المقاصد النحوية (٤ / ٤٢٣) الدر المصون ٣ / ٣٧٩.
(٣) ينظر الهمع ٢ / ٦٣ ، الدرر ٢ / ٨٠ ، الأشموني ٤ / ١٠ ، البحر ٤ / ٤١٨ ، شرح القطر (٨٨) ، الدر المصون ٣ / ٣٧٩.
(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ١٨٣ ، والمحرر الوجيز ٢ / ٤٨٤ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٣١ ، والدر المصون ٣ / ٣٨٠.