وقال عكرمة «نجاة» ، أي : يفرق بينكم وبين ما تخافون» (١).
وقال الضحاك : «بيانا» (٢).
وقال ابن إسحاق : «فصلا بين الحق والباطل. يظهر الله به حقكم ويطفىء باطل من خالفكم» قال مزرد بن ضرار : [الخفيف]
٢٦٩٥ ـ بادر الأفق أن يغيب فلمّا |
|
أظلم اللّيل لم يجد فرقانا (٣) |
وقال آخر : [الرجز]
٢٦٩٦ ـ ما لك من طول الأسى فرقان |
|
بعد قطين رحلوا وبانوا (٤) |
وقال آخر : [الطويل]
٢٦٩٧ ـ وكيف أرجّي الخلد والموت طالبي |
|
وما لي من كأس المنيّة فرقان (٥) |
والفرقان : مصدر كالرّجحان والنّقصان ، وتقدم الكلام عليه أول البقرة.
قوله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ)(٣٠)
قوله تعالى (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) الآية.
هذا الظرف معطوف على الظّرف قبله ؛ لأنّ هذه السّورة مدنيّة ، وهذا المكر والقول إنما كان بمكّة ولكنّ الله ذكرهم بالمدينة لقوله تعالى : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ) [التوبة : ٤٠].
واعلم أنّه لمّا ذكّر المؤمنين بنعمه عليهم بقوله : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ) فكذلك ذكر رسوله بنعمه عليه وهو دفع كيد المشركين ومكر الماكرين.
قال ابن عبّاس ومجاهد وقتادة وغيرهم : إن قريشا فزعوا ـ لمّا أسلمت الأنصار ـ أن يتفاقم أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ؛ فاجتمع نفر من كبارهم في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانت رءوسهم عتبة ، وشيبه ابنا ربيعة ، وأبو جهل ، وأبو سفيان ، وطعيمة بن عدي ، والنضر بن الحارث ، وأبو البختري بن هشام ، وزمعة بن الأسود ، وحكيم بن حزام ، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج ، وأمية بن خلف فاعترضهم إبليس في صورة شيخ ، فلما
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٢٢٤) وذكره البغوي في «معالم التنزيل» (٢ / ٢٤٣) عن عكرمة.
(٢) انظر المصادر السابقة.
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٨ / ٤٧ ، البحر ٤ / ٤٨٠ ، الدر المصون ٣ / ٤١٤.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٨ / ٤٧ ، الدر المصون ٣ / ٤١٤ والقرطبي ٧ / ٣٩٦.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٨ / ٤٧ ، والبحر المحيط ٤ / ٤٨١ والدر اللقيط ٤ / ٤٨٦ والدر المصون ٣ / ٤١٤ وتفسير القرطبي ٧ / ٢٥١.