والحارث بن زمعة بن الأسود بن المطلب ، وعلي بن أميّة بن خلف الجمحيّ ، والعاصي بن منبه بن الحجّاج.
ثم قال : (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) أي : يسلم أمره إلى الله ، ويثق به ، فإنّ الله حافظه وناصره ؛ لأنّه عزيز لا يغلبه شيء ، حكيم يوصل العذاب إلى أعدائه ، والرحمة والثواب إلى أوليائه.
قوله تعالى : (وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ) الآية.
لمّا شرح أحوال الكفّار ، شرح أحوال موتهم ، والعذاب الذي يصل إليهم.
قرأ ابن عامر والأعرج (١) «تتوفّى» بتاء التأنيث ، لتأنيث الجماعة ، والباقون بياء الغيبة وفيها تخريجان ، أظهرهما ـ لموافقة قراءة من تقدّم ـ : أنّ الفاعل هم الملائكة ، وإنما ذكّر للفصل ؛ ولأنّ التأنيث مجازي.
والثاني : أنّ الفاعل ضمير الله تعالى ، لتقدم ذكره و «الملائكة» مبتدأ ، و «يضربون» خبره ، وفي هذه الجملة حينئذ وجهان :
أحدهما : أنّها حال من المفعول.
والثاني : أنّها استئنافية ، جوابا لسؤال مقدر ، وعلى هذا فيوقف على (الَّذِينَ كَفَرُوا) بخلاف الوجهين قبله.
وضعّف ابن عطية وجه الحال بعدم الواو ، وليس بضعيف لكثرة مجيء الجملة الحالية مشتملة على ضمير ذي الحال خالية من «واو» نظما ونثرا ، وعلى كون «الملائكة» فاعلا ، يكون «يضربون» جملة حالية ، سواء قرىء بالتأنيث أم بالتذكير ، وجواب «لو» محذوف للدلالة عليه ، أي : رأيت أمرا عظيما.
فصل
المعنى : ولو عاينت ؛ لأنّ «لو» ترد المضارع إلى الماضي ، كما ترد «إن» الماضي إلى المضارع.
قال الواحديّ ـ رحمهالله ـ : «معنى يتوفى الذين كفروا ، يقبضون أرواحهم» قيل : عند الموت تضرب الملائكة وجوه الكفار وأدبارهم. وقيل : أراد المشركين الذين قتلوا ببدر ، كانت الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم.
قال سعيد بن جبير ، ومجاهد : يريد : أستاههم ولكن الله تعالى حيّي يكنّي (٢).
وقال ابن عباس «كان المشركون إذا أقبلوا بوجوههم إلى المسلمين ضربوا وجوههم
__________________
(١) ينظر : إعراب القراءات ١ / ٢٣٢ ، إتحاف ٢ / ٨١ ، حجة القراءات ص (٣١١).
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٦ / ٢٦٧ ـ ٢٦٨) وذكره البغوي في «معالم التنزيل» (٢ / ٢٥٦).