٢٧٢٧ ـ ولقد علمت ولا محالة أنّني |
|
للحادثات فهل تريني أجزع؟ (١) |
قال الأخفش : «فهذا البيت يجوز على الاضطرار». وقرأ ابن محيصن (٢) أيضا «يعجزونّ» بنون مشددة مكسورة ، أدغم نون الرفع في نون الوقاية ، وحذف ياء الإضافة مجتزئا عنها بالكسرة ، وعنه أيضا فتح العين (٣) وتشديد الجيم وكسر النون ، من «عجّز» مشددا.
قال أبو جعفر : «وهذا خطأ من وجهين :
أحدهما : أنّ معنى «عجّزه» ضعّفه وضعّف أمره. والآخر: كان يجب أن يكون بنونين».
قال شهاب الدّين : «أمّا تخطئة النّحاس له فخطأ ؛ لأن الإتيان بالنّونين ليس بواجب بل هو جائز ، وقد قرىء به في مواضع في المتواتر ، سيأتي بعضها ، وأمّا «عجّز» بالتشديد فليس معناه مقتصرا على ما ذكر ، بل نقل غيره من أهل اللغة أن معناه نسبني إلى العجز ، أو معناه : بطّأ ، وثبّط ، والقراءة معناها لائق بأحد المعنيين». وقرأ طلحة (٤) بكسر النون خفيفة.
قوله تعالى : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ وَما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (٦٠) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (٦٢) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ما أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(٦٣)
قوله : (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
لمّا أوجب على رسوله أن يشرّد من صدر منه نقض العهد ، وأن ينبذ العهد إلى من خاف منه النّقض أمره في هذا الآية بالإعداد للكفّار.
وقيل : إنّ الصحابة لمّا قصدوا الكفار يوم بدر بلا آلة ولا عدة أمرهم الله تعالى ألّا يعودوا لمثله ، وأن يعدّوا للكفار ما أمكنهم من آلة وعدة وقوة. والإعداد : اتخاذ الشيء لوقت الحاجة. والمراد بالقوة : الآلات التي تكون لكم قوة عليهم من الخيل والسلاح.
قال ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ على المنبر «ألا إنّ القوّة الرّمي ألا إنّ القوّة الرّمي ألا إنّ القوّة الرّمي» (٥).
__________________
(١) البيت ينظر : في الوساطة ٣١٩ شرح المفضليات للتبريزي ١ / ١٦٤ البحر المحيط ٤ / ٥٠٦ الدر المصون ٣ / ٤٣٠.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٥٠٦ ، الدر المصون ٣ / ٤٣١.
(٣) ينظر : الدر المصون ٣ / ٤٣١.
(٤) انظر السابق.
(٥) أخرجه مسلم كتاب الإمارة ١٦٧ والترمذي (٣٠٨٣) وأبو داود (٢٥١٤) وابن ماجه (٢٨١٣) وأحمد (٤ / ١٥٧) والبيهقي (١٠ / ١٣) وسعيد بن منصور (٢٤٤٨) والطيالسي (١١٨٢).