و «الخصف» : الخرز في النّعال ، وهو وضع طريقة على أخرى وخرزهما ، والمخصف : ما يخصف به ، وهو الإشفى.
قال رؤبة : [الكامل]
٢٤٤٠ ـ .......... |
|
... أنفها كالمخصف(١) |
والخصفة أيضا : الحلّة للتّمر ، والخصف : الثّياب الغليظة ، وخصفت الخصفة : نسجتها (٢) ، والأخصف : الخصيف طعام يبرق ، وأصله أن يوضع لبن ونحوه في الخصفة فيتلوّن بلونها.
وقال العبّاس يمدح النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : [المنسرح]
٢٤٤١ ـ ... طبت في الظّلال وفي |
|
مستودع حيث يخصف الورق (٣) |
يشير إلى الجنّة أي حيث يخرز ، ويطابق بعضها فوق بعض.
فصل
قال المفسّرون : جعلا يخصفان ويرقعان ويلزقان ويصلان عليهما من ورق الجنّة ، وهو ورق التّين حتى صار كهيئة الثّوب.
قال الزّجّاج (٤) : يجعلان ورقة على ورقة ليسترا سوءاتهما.
وروى أبيّ بن كعب عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كان آدم طوالا كأنّه نخلة سحوق (٥) كثير شعر الرّأس ، فلما وقع بالخطيئة بدت له سوأته ، وكان لا يراها فانطلق هاربا في الجنّة ،
__________________
(١) البيت لأبي كبير الهذلي ينظر : ديوان الهذليين ٢ / ١١٠ ، اللسان (خصف) ، التهذيب ٢ / ١٨٦ (فرش) الدر المصون ٣ / ٢٥٠.
(٢) في ب : فتحتها.
(٣) البيت ينظر : اللسان (خصف) ، ابن الشجري ٢ / ٣٣٧ ، أمالي الزجاج (٦٥) ، حاشية الشهاب ٤ / ١٥٩ ، الدر المصون ٣ / ٢٥١.
(٤) ينظر : تفسير الرازي ١٤ / ٤١.
(٥) ونخلة سحوق : طويلة. وأنشد ابن بري للمفضل النكري :
كان جذع سحوق
وفي حديث قسّ : كالنخلة السّحوق أي الطويلة التي بعد ثمرها على المجتني ؛ قال الأصمعي : لا أدري لعل ذلك مع انحناء يكون ، والجمع سحق ؛ فأما قول زهير :
كأنّ عينيّ في غربي مقتّلة |
|
من النواضح ، تسقي جنّة سحقا |
فإنه أراد نخل جنّة فحذف إلا أن يكونوا قد قالوا جنّة سحق ، كقولهم ناقة علط وامرأة عطل.
الأصمعي : إذا طالت النخلة مع انجراد فهي سحوق ، وقال شمر : هي الجرداء الطويلة التي لا كرب لها ؛ وأنشد :
وسالفة كسحوق اللّيا |
|
ن ، أضرم فيها الغويّ السّعر |
شبه عنق الفرس بالنخلة الجرداء. ينظر لسان العرب (سحق).