نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَما لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (٧٤) وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ (٧٥) فَلَمَّا آتاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (٧٦) فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللهَ ما وَعَدُوهُ وَبِما كانُوا يَكْذِبُونَ (٧٧) أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ وَأَنَّ اللهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ (٧٨) الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقاتِ وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٧٩) اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ)(٨٠)
قوله : (وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) [التوبة : ٧٢].
والأقرب أنه تعالى أراد بها البساتين التي تبنى فيها المناظر ؛ لأنه تعالى قال بعده (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) والمعطوف يجب أن يكون مغايرا للمعطوف عليه فتكون مساكنهم في جنات عدن ومناظرهم التي هي البساتين ، وتكون فائدة وصفها بأنها عدن ، أنها تجري مجرى دار السكن والإقامة.
وقوله : «خالدين» حال مقدرة ، كما تقدم. وقوله : (وَمَساكِنَ طَيِّبَةً) أي : منازل طيبة (فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ) أي : خلد وإقامة ، وفي «عدن» قولان :
أحدهما : أنه اسم علم لموضع معين في الجنة.
قال عبد الله بن عمرو «إن في الجنة قصرا يقال له عدن ، حوله البروج وله خمسة آلاف باب على كل باب خمسة آلاف حرة ، لا يدخله إلا نبي ، أو صديق أو شهيد» (١).
قال الزمخشري : و «عدن» علم بدليل قوله (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ عِبادَهُ) [مريم : ٦١].
والقول الثاني : أنه صفة للجنة. قال الأزهري : «العدن» مأخوذ من قولك : عدن بالمكان إذا أقام به ، يعدن عدونا. وتقول : تركت إبل بني فلان عوادن بمكان كذا ، وهو أن تلزم الإبل المكان فتألفه ، ومنه المعدن ، لمستقر الجواهر. يقال : عدن عدونا ، فله مصدران. هذا أصل هذه اللفظة لغة. وذكر المفسرون لها معان كثيرة وقال الأعشى في معنى الإقامة : [المتقارب]
٢٨١٤ ـ وإن يستضيفوا إلى حلمه |
|
يضافوا إلى راجح قد عدن (٢) |
__________________
(١) ذكره البغوي في «تفسيره» (٢ / ٣١٠.
(٢) هو في ديوانه بروآية :
وإن يستضافوا إلى حكمة |
|
لضافوا إلى هادن قد وزن |