أعمالهم. وفقنا الله وإياكم لهذه النصرة إنه سميع مجيب.
الدليل على نبوة آدم (عليه السلام)
تفضل علينا بذكر الأدلة من القرآن أو السنة التي تدل على نبوة آدم (عليهم السّلام) ، فقد بدأ التشكيك في ذلك هنا من بعضهم مستنداً إلى قوله تعالى (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ) ، ويقول بأن هذه الآية تنفي نبوة آدم (عليه السّلام) ، وأما الروايات الدالة على نبوته فقد رماها بالضعف بقوله إنها إسرائيليات.
باسمه تعالى الأدلة على نبوته كثيرة ، ومما يدلّ عليها صريحاً معتبرة عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : «لما مات آدم (عليه السّلام) فبلغ إلى الصلاة عليه فقال هبة الله لجبرائيل (عليه السّلام) : تقدم يا رسول الله فصلِّ على نبي الله. فقال جبرائيل (عليه السّلام) إن الله أمرنا بالسجود لأبيك فلسنا نتقدم على أبرار ولده وأنت من أبرّهم ، فتقدم فكبر عليه خمساً. الحديث ..» ، والله العالم.
قال الله تعالى (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) فإذا كان آدم (عليه السّلام) من المخلصين ، فكيف استطاع الشيطان أن يؤثر عليه مع أنّه قد نفي تأثيره على المخلصين بقوله (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)؟! فإذا قيل إنّ الشيطان لم يؤثر عليه ، فكيف تؤول هذه الآية؟
باسمه تعالى إنّ آدم (عليه السّلام) على ما في الرواية بعد هبوطه إلى الأرض ندم وبكى قرابة مائة سنة ، وتوسل إلى الله سبحانه وتعالى بحرمة الأئمة المعصومين ، وبما أنّ الله سبحانه وتعالى كان عالماً أنّه إذا نزل إلى الأرض سيكون نادماً خاضعاً مقبلًا على ربه وبذلك يمتاز عن سائر الناس أعطاه العصمة كسائر الأنبياء على ما قرّرناه في أجوبة بعض الاستفتاءات ، مضافاً إلى ذلك أنّ نهيه سبحانه وتعالى لم يكن تكليفاً بل إرشاداً إلى أن لا يظلم نفسه بإخراجه من الجنة ، حيث إن قربه من الشجرة يوجب إخراجه من الجنّة إلى الدنيا والدنيا ، دار التكليف والامتحان للإنسان ، والله العالم.