الرهبنة وانتظار الموت وتوقف عجلة الحياة وتخلف المسلمين عن ركب الحضارة ، خصوصاً وأن في الأحكام الشرعية والمفاهيم الإسلامية ما يدعو للجمع بينهما ، فما هو رأي سماحتكم؟
باسمه تعالى إن الدنيا خُلقت داراً للامتحان والابتلاء ، وأما بعث الأنبياء وإرسال الرسل فلبيان التكاليف والوظائف لامتحان العبد ، يقول الله سبحانه وتعالى (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ والْحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ). ومن المعلوم أن امتحان العباد بالنسبة إلى متطلبات نفس الإنسان ، أي شهوته وغضبه وما هو لوازم الحياة من الطعام والشراب ، يكون في رعاية التقييدات والتحديدات الواردة من الله سبحانه وتعالى بواسطة الأنبياء ، بخلاف الأفعال التي لا تكون راجعة إلى متطلبات النفس ومقتضيات جهالتها كالعبادات ، فالامتحان فيها في نفس العمل بتلك العبادات بخلاف المأكولات والمشروبات ومتطلبات النفس ، فإن امتحان العباد في رعاية التقييدات الواردة فيها. وبهذه الجهة يمكن أن يكون من أهداف بعث الأنبياء تدارك أمر العباد في عقبى الدار ، ومن يقول إن الدين الإسلامي راجع إلى إصلاح الدنيا والآخرة نظره أيضاً أن في بعض هذه التقييدات أو أكثرها مصالح راجعة إلى دنيا العباد ، كالنهي عن الزنا والسرقة والأمر بالعدل إذا حكمتم والأمر بموجب التكسب للإنفاق على العيال ونحو ذلك. وفي ظني أن التعبيرات الواردة في المقام ترجع إلى ما ذكرناه ، والله العالم.
النّبي (صلَّى الله عليه وآله) طلب التخفيف في الصلاة عن الأمة
ما رأيكم في الرواية التي يذكرها (القمّي) في تفسيره ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) ، والتي تذكر أنّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في انحداره ليلة المعراج مرّ على الكليم (عليه السّلام) فسأله عمّا فرض الله تعالى على أُمّته ، فأجابه خمسون صلاة ، فقال : إنّ أُمّتك لا تقدر عليها ، فارجع إلى ربّك .. فرجع إلى