ربّه حتّى بلغ سدرة المنتهي .. إلى آخر الرواية ، هل هي معتبرة من جهة الدلالة أو لا؟
باسمه تعالى الرواية بحسب السند لا بأس بها ، فقد رواها الصدوق في (الفقيه) أيضاً ، وقد ورد في بعض الروايات أنّ النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) طلب من ربّه تخفيف الصلاة عن الأُمّة ، فخفّفها الله سبحانه إلى عشر ركعات ، ثمّ أضاف إليها النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) سبع ركعات. وطلبه هذا الأمر من ربّه إنما هو لإشفاقه على الأُمّة ، وإجابة ربّه إليه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إنما هو كرامة له ، كما ورد في بعض النصوص أنّ الله عز وجل فرض عشر ركعات ، وفوّض أمر الزيادة على العشر ركعات إلى النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
ملك الموت ومفهوم الاستئذان من النبي والإمام (عليهم السلام)
هناك بعض الروايات الواردة تدلّ على أنّ ملك الموت (عليه السّلام) يستأذن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وأمير المؤمنين (عليه السّلام) في قبض روحيهما ، فهل ذلك صحيح؟ وكيف يستقيم ذلك مع عقيدتنا في أنّ الملائكة لا يعصون الله في أمر وأنّهم يفعلون ما يؤمرون (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) (١).
باسمه تعالى لا منافاة في ذلك ؛ فإنّهم لو أمروا بالقبض بعد الاستئذان من صاحب الروح ، يعصون الله في هذا الأمر ولا يقبضون قبل الاستئذان ، والله العالم.
قرب الرسل في المعراج
ورد في الدعاء : «فسويت السماء منزلًا رضيته لجلالك ووقارك وعزّتك وسلطانك ثم سكنتهما ليس فيهما غيرك». دعاء ليلة السبت ضياء الصالحين.
وورد في قصة المعراج ما مضمونه لا تتركني يا أخي جبرائيل ، قال لو اقتربت لاحترقت.
__________________
١) سورة النحل : الآية ٥٠.