الجنين من المضغة ليس معناه أن خالق الجنين هو المضغة ، بل الله خلقه منها ، ومن ذلك يظهر أن ما في بعض الروايات من أن (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا) أو أن الله خلق من نورهم بعض الخلق ليس معناه أن فاضل الطينة أو نورهم هو الخالق ، بل الخالق هو الله كخلقه الإنسان من الطين ، والله العالم.
علم النبي (صلَّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)
ينسب إلى سماحتكم أنّكم تعتقدون بأنّ علم النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والأئمة الهداة (عليهم السّلام) علم حضوري وليس حصوليّا ، وأنّهم محيطون بكلّ ما يعلمه الله سبحانه ، وأنّكم قلتم إنّ علمهم (عليهم السّلام) علم حضور وإحاطة لا علم حصول وإخبار. كما أنّه نُسب إليكم القول بأنّهم (عليهم السّلام) يخلقون ويرزقون ويحيون ويميتون ، وكلّ ذلك بالقدرة الموجودة فيهم على فعل هذه الأشياء ، ومعنى هذا أنّ المعاجز ليست من فعل الله الذي يجريها على أيديهم ، بل إنّه سبحانه جعلهم الفاعلين لكلّ ما ذكرناه ، فهل هذا الكلام صحيح؟ وما مدى صحّة ما نُسب إليكم؟
باسمه تعالى هذه النسبة غير صحيحة ، نعتقد إجمالًا بأنّهم عالمون بما علَّمهم الله تعالى تفضّلًا منه عليهم وتكرّماً لهم وإجابةً لما يحتاجون ويحتاج الناس إليه ، ولهم الولاية التكوينية إجمالًا ، وهم فاعلون بإذن الله التكويني فيما هو صلاح عندهم ، والله هو الخالق الرازق المحيي المميت.
العلوم التشريعية لأمير المؤمنين (عليه السلام)
إذا كان أمير المؤمنين (عليه السّلام) قد منح بعض أصحابه كرُشيد الهجري وسلمان الفارسي علم المنايا والبلايا ، فمن باب أولى أنّه (عليه السّلام) كان يحمل هذا العلم. إذن كان يعلم بأجله ووقت منيّته. على ضوء ذلك : ما هي فضيلة أمير المؤمنين (عليه السّلام) في قضية المبيت على فراش النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ليلة الهجرة ، وهكذا بروزه لعمرو بن عبد ود يوم