خصوصيّة إلَّا الظروف الطبيعية التي كفلت لهنّ إمكانات النموّ الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النموّ الذاتي .. ولا نستطيع إطلاق الحديث المسئول القائل بوجود عناصر غيبية مميّزة تخرجهنّ عن مستوى المرأة العادية ؛ لأنّ ذلك لا يخضع لأيّ إثبات قطعي ..»!!
باسمه تعالى هذا القول باطل من أساسه ، فإنّ خلقة الزهراء (سلام الله عليها) كخلقة الأئمة (عليهم السّلام) قد تمّت بلطف خاص من الله سبحانه وتعالى ، لعلمه بأنّهم يعبدون الله مخلصين له الطاعة ، ولا غرابة في اختصاص خلقة الأولياء بخصوصيات تتميّز عن سائر الخلق كما يشهد به القرآن الكريم في حقّ عيسى بن مريم (عليه السّلام) ، وقد ورد في الأخبار الكثيرة المشتملة على الصحيح ما يدلّ على امتياز الزهراء (سلام الله عليها) نحو ما ورد عند العامّة والخاصّة من تكوُّن نطفتها من ثمر الجنّة ، وما ورد في تحديثها لأُمّها خديجة وهي جنين في بطنها ، وما ورد من نزول الملائكة عليها كما في صحيح أبي عبيدة عن الصادق (عليه السّلام) أنّ فاطمة مكثت بعد أبيها خمسةً وسبعين يوماً ، وقد دخل عليها حزن شديد على أبيها ، وكان يأتيها جبرئيل فيحسن عزائها ويطيّب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه وما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي (عليه السّلام) يكتب ذلك.
وما جرى عليها من الظلم أمر متواتر إجمالًا بلا حاجة للاستدلال عليه كما يشهد له خفاء قبرها إلى الآن ودفنها ليلًا! وما يكتب وينشر في إنكار خصوصية خلقها ، وإنكار ظلامتها ، فهو مشمول الحكم بكتب الضلال.
مرتبة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
أين تقع رتبة الزهراء بين سائر الأئمة؟
روي أن الإمام العسكري قال في الزهراء (هي حجة علينا) ، ما المراد بالحجة؟