باسمه تعالى المراد بمصحف فاطمة (سلام الله عليها) ما ورد في الروايات المعتبرة في الكافي من «أنّ ملكاً من الملائكة كان ينزل على الزهراء (سلام الله عليها) بعد وفاة أبيها ويسلَّيها ويحدّثها بما يكون من الأُمور ، وكان عليّ (عليه السّلام) يكتب ذلك الحديث ، فسُمّي ما كُتب مصحف فاطمة» (١).
فهو ليس قرآناً كما توهّمه أو افتراه أعداء الشيعة ، ولا كتاباً مشتملًا على الأحكام كما ذكر في السؤال ، بل ذلك غريب مخالف للنصوص المعتبرة ، كما أنّه لا غرابة في حديث فاطمة (سلام الله عليها) مع الملائكة ، فقد ذكر القرآن أنّ الملائكة حدَّثت مريم ابنة عمران (وإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفاكِ وطَهَّرَكِ واصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ) (٢) ، ومن المعلوم عندنا نحن الشيعة أفضليّة الزهراء (سلام الله عليها) على مريم ابنة عمران ، كما ورد في النصوص المعتبرة من أنّ مريم سيّدة نساء عالمها وأنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين.
هل يوجد لدى الشيعة قرآن أو مصحف يسمى قرآن أو مصحف فاطمة (عليه السّلام) غير القرآن الذي بين أيدينا؟
باسمه تعالى دعوى أنّ عند الشيعة قرآن غير القرآن المعروف عند سائر المسلمين افتراء عليهم ؛ فلا يوجد عند علماء الشيعة ولا عند عوامهم غير هذا القرآن المعروف عند كل مسلم ، وأمّا ما عرف عندهم من وجود مصحف فاطمة (سلام الله عليها) فليس هو بالقرآن وإنّما هو أمور أمليت على فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وهو محفوظ عند الأئمة (عليهم السّلام) ، وليس عند علماء الشيعة. والله المستعان.
عصمة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
هل الاعتقاد بعصمة الزهراء (سلام الله عليها) من ضروريات مذهبنا؟
باسمه تعالى نعم ، هي من ضروريات مذهبنا كعصمة سائر الأئمة (عليهم السّلام) ، والله العالم.
__________________
١) الكافي : ج ١ ، ص ٢٤٠ ، ح ٢ وص ٢٤١ ، ح ٥.
٢) سورة آل عمران : الآية ٤٢.