بتحديث الملائكة ، أم بالإلهام .. إلى آخره ، فنحن غير مكلَّفين بمعرفة تفاصيله وطرقه ، والله العالم.
ظروف الأئمة (عليهم السلام)
في الكافي الشريف أن الأئمة (عليهم السّلام) يتوارثون كتاباً مختوماً ، أو خواتيم (ج ١ كتاب الحجة باب أن الأئمة (عليهم السّلام) لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلَّا بعهد من الله) يفتحها كل منهم ويمضي ما فيها ، وأن الحسين (عليه السّلام) فتحها فوجد فيها أن قاتل فأقتل وتُقتل واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلَّا معك ففعل ، وأن زين العابدين (عليه السّلام) فتحها فوجد فيها أن اصمت وأطرق ، وأن الباقر (عليه السّلام) فتح الخاتم الخامس فوجد فيه فسّر كتاب الله وصدّق أباك وورّث ابنك واصطنع الأمة .. وهكذا ترى أين يقع ما يقوم به بعض الكتاب والمفكرين الإسلاميين من تحليل تاريخ الأئمة واستنباط الآراء والمواقف من سيرتهم ، انهم يعرضون الأُمور في كتاباتهم وتحليلاتهم على نحو يفهمه القارئ كتفسير للحدث وتعليل لعمل المعصوم ، هل ذلك لهم؟ أين يقع ذلك من الروايات التي تتحدث عن الكتاب والخاتم المختوم؟
باسمه تعالى من المعلوم أن لبعض الأئمة (عليهم السّلام) ظرفاً يخصه ومقاماً يختلف عن بعض المقامات الأخر ؛ فعصر الإمام علي (عليه السّلام) وما جرى فيه من الأحداث العظيمة التي يحتاج فهمها إلى تأمل صادق وبحث عميق ، سبّب أن وقع كثير من الناس في تحليل الأحداث بمتاهات ، فكان يصعب على البعض فهم سكوت الإمام علي (عليه السّلام) في مقابل ما جرى للخلافة ، وكذا غيرها من الأحداث ، كما أن ظرف الإمام الحسن (عليه السّلام) وما جرى عليه من الظلم يختلف عن عصر الإمام الحسين (عليه السّلام) ، حيث أحاطت بالإمام الحسن (عليه السّلام) ظروف صعبة اضطرته للصلح مع معاوية حيث تركه القريب فضلًا عن البعيد ، وربما يستفيد المتضلع في أحوال الأئمة (عليهم السّلام) وما ابتلوا به في أعصارهم أموراً من بياناتهم وكيفية أفعالهم ،