فإن بعض أفعالهم لا يختص بزمان دون زمان فيأخذ بما فعل الإمام (عليه السّلام) في الظرف الذي يناسب ذلك الزمان مع ضم بعض الخطابات الشرعية ، مثل ما ورد في المعاملة مع المبدع والظالم وغير ذلك من الأُمور ، فيستنبط من المجموع حكماً شرعياً يخصه أو يعم عموم المؤمنين أو طائفة خاصة منهم.
وبعبارة أخرى : سيرة الأئمة وما قاموا به حجة شرعية على وجوب ذلك الفعل أو جوازه بحسب ما يستنبطه المتضلع في أحوالهم ، لأنّ الله تعالى لا يأمرهم إلَّا بما فيه صلاحهم وصلاح الإسلام ، وذلك منهم (عليهم السّلام) حجة على الأجيال الآتية ، حتى يعلم الناس أن الظروف تختلف ، فهناك ظرف لا بد من السكوت فيه ، وآخر تقتضي المصلحة القيام بوجه الظالم ، مع اختلاف مراتب القيام ، كما فعل الإمام الحسين (عليه السّلام) بعد انقضاء عهد معاوية لأنّ الناس رأوا ما صنع معاوية بعد أن تسلط على رقابهم ولعب ما لعب في دين الله ، ولأجل ذلك قام الحسين (عليه السّلام) بما كان يعلم أنه أمر من الله ووصية من رسوله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، وكان فعله حجة على أهل زمانه والأجيال الآتية ، لئلَّا يعتقد الناس أن كل من استولى على الحكم هو ولي المسلمين يجب على الناس طاعته. وبالجملة أن الإمام الحسين (عليه السّلام) أحيا ما أماته بنو أمية وما فعله حجة حتى يتنبّه الناس إلى أن المتربع على كرسي الخلافة ليس أهلًا لها ، وإنما الخلافة لأهلها ، والله العالم.
زيارة المعصومين (عليهم السلام)
مولاي الجليل ، هناك زيارة لسيدتنا فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في كتاب (إقبال الأعمال للسيد ابن طاوس (قدّس سرّه)) وأنا أريد نشر هذه الزيارة لبيان مظلومية مولاتنا الزهراء (سلام الله عليها) ، وسؤالي هل سند هذه الزيارة معتبر لديكم؟
باسمه تعالى ما ورد في الزيارة المنقولة في كتاب الإقبال للسيد ابن طاوس (قدّس سرّه) أمور صحيحة ونؤمن بها في أكثرها والبعض الآخر مما وصل إلينا بطريق معتبر أو من المشهورات