في زيارة مولانا أمير المؤمنين (عليه السّلام) وأنه بالمشي يكتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة ، وإن رجع ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين. والروايات الواردة في المشي إلى زيارة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (عليه السّلام) كثيرة جدّاً ، وقد عقد في الوسائل باباً مستقلا في فضل المشي إلى زيارته (عليه السّلام) ، وورد في صحيحة الحسن بن علي الوشاء التي رواها الصدوق (قدّس سرّه) في ثواب الأعمال ورواها أيضاً ابن قولويه (قدّس سرّه) في كتاب المزار بسند صحيح ، قال : قلت للرضا (عليه السّلام) : ما لمن أتى قبر أحد من الأئمة؟ قال (عليه السّلام) : له مثل ما لمن أتى قبر أبي عبد الله (عليه السّلام). قلت : ما لمن زار قبر أبي الحسن (عليه السّلام)؟ قال : مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله (عليه السّلام). وظاهر هذه الرواية القريب من التصريح أن السؤال الأول راجع إلى ثواب الإتيان ، فإذا كان المشي في الإتيان لزيارة أبي عبد الله (عليه السّلام) أفضل من الركوب لزيارته ، كما أشرنا إلى الروايات فيه ، فيكون الثواب في الإتيان لزيارة سائر الأئمة (عليهم السّلام) مشياً وركوباً كالإتيان لزيارة أبي عبد الله (عليه السّلام). وأما ثواب أصل الزيارة فلا يستفاد من صدر الرواية وإنما يستفاد ثواب الإتيان ، ولذا سأل الراوي عن ثواب زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السّلام) بعد ذلك ، وأجابه الإمام (عليه السّلام) له مثل من زار قبر أبي عبد الله (عليه السّلام).
وعلى هذا فلا يصغي إلى وسوسة بعض الجهلة الذين ينكرون فضل المشي إلى زيارة الإمام الرضا (عليه السّلام) فإنهم غافلون عن مدارك الأحكام والعبادات المستحبة ومواضع الاستظهار ، وكذلك لا يعتنى بأقوالهم ولا عقائدهم في أمور الدين. هداهم الله إلى الرشد والصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل ، والحمد لله رب العالمين.
أهل البيت (عليهم السلام) وعلم الغيب
هل يعلم أهل البيت (عليهم السّلام) الغيب؟
باسمه تعالى المقدار الثابت عندنا أنّ الأئمة (عليهم السّلام) إذا أرادوا أن يعلموا أمراً فيه صلاح ، يظهر لهم ذلك الأمر ، وأمّا غير ذلك فليس لنا علم به ، فهذا موكول إلى علمهم (عليهم السّلام) ، هذا بالنسبة