يرى البعض منزلة الأئمة (عليهم السّلام) ومقاماتهم ومعجزاتهم وأفضليتهم على الخلق أجمعين ، ليست بالأمر المهمّ ، وأنّها نوع من الترف الفكري ، لأنّ ما يجب الاهتمام به هو تطبيق تعاليمهم والعمل بإرشاداتهم ، والاهتمام بالجانب الأول يشغل ويؤثّر سلباً في الجانب الثاني .. فما هو رأيكم؟
باسمه تعالى المطلوب من كلّ مؤمن أن يعرف إمامه بمقدار وسعه وأنّه معيّن من الله تعالى بوصيّة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) حسب ما أمره ربّه عزّ وجلّ ، كما عليه أن يعرف أنّ الأئمة (عليهم السّلام) معصومون ، والتأمّل في مقامات أهل البيت ودرجاتهم العلمية والعملية وخصوصياتهم الغيبية أمر راجح ؛ لأنّه يزيد المؤمن اعتقاداً بالأئمة وثباتاً على نهجهم وإصراراً على الدفاع عنهم وعن مذهبهم ، وهذا من أعظم القربات والأعمال الإسلامية الكبيرة ، بخلاف الشخص الذي لا يهتمّ بمعرفة فضائل أهل البيت ومقاماتهم ، فإنّه لا يجد في نفسه حماساً للدفاع عن المذهب وخدمة العقائد الحقّة وترسيخها وتثبيتها ، والله العالم.
مراتب الأئمة (عليهم السلام) والزهراء (عليها السلام)
يرجى بيان المقامات المعنوية لأئمتنا (عليهم السّلام) ، وكذلك سيّدة نساء العالمين الزهراء (سلام الله عليها) من جهة أنوارهم (عليهم السّلام) في ظل العرش قبل هذا العالم ، وانعقاد النطفة والطينة ، ومن عدم وصول أحدٍ إلى مراتبهم (عليهم السّلام) حتى الملك المقرب والنبي المرسل ، وأنهم (عليهم السّلام) أولياء النعم ووسائط نزول بركات الرحمن عز وجل وتجلياتها فيما منحوا من الاسم الأعظم والعلوم الغيبية الإلهية ، وأنها ثابتة في الأخبار المنقولة المعتبرة في مختلف الأبواب من الكتب؟
باسمه تعالى الأئمة (عليهم السّلام) كلهم معصومون ، وكذا الزهراء (سلام الله عليها) ، بل هم في مرتبة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إلَّا مرتبة النبوة ، ولذا عبر في آية المباهلة بأن نفس الإمام (عليه السّلام) نفسه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، ولا فرق في هذه الجهة بين أئمتنا (عليهم السّلام) إلَّا في مرتبة التقدم والتأخر ، وقد ثبت أنهم (عليهم السّلام) أولياء النعم ووسائط