إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن أذينة عن أبان عن سليم بن قيس قال : شهدت وصية أمير المؤمنين حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه السّلام) ، وأشهدَ على وصيته الحسين (عليه السّلام) ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح وقال لابنه الحسن (عليه السّلام) : «يا بني ، أمرني رسول الله أن أُوصي إليك وأن أدفع إليك كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين. ثم أقبل على ابنه الحسين فقال : وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك هذا. ثمّ أخذ بيد علي بن الحسين وقال : وأمرك رسول الله أن تدفعها إلى ابنك محمّد بن علي ، واقرأه من رسول الله ومني السلام» (١).
ومع هذه الروايات التي سوف نذكر بعضها ينقطع عذر كل متعلل لصراحتها وقوّتها ، وما يحف بها ، ففي الأُولى نلتقي مع أسماء الأئمة (عليهم السّلام) في سجدة الشكر عقيب كل صلاة ، حيث يُشهِد المصلي ربَّه والملائكة والخلق بمجمل اعتقاداته التي ينبغي أن يلقاه بها ، ومنها تولَّيه للأئمّة الطاهرين من أهل البيت (عليهم السّلام) وأنّه يتولَّاهم ويتبرّأ من أعدائهم. ولا يخفى الارتباط بين الصلاة وبين ذكر الأئمّة الهادين وفضلهم على الخلق في تعليمهم معالم الدين. وسنشير إلى هذه الجهة أيضاً في الخاتمة.
فمن هذه الروايات :
الصحيحة التي رواها الصدوق بإسناده عن عبد الله بن جندب عن موسى بن جعفر (عليه السّلام) أنّه قال : تقول في سجدة الشكر «اللَّهمّ إني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك أنّك أنت الله ربي والإسلام ديني ومحمّداً نبيي وعلياً والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن
__________________
١) الكافي : ج ١ ، ص ٢٩٧.