باسمه تعالى اللطم وإن كان شديداً حزناً على الحسين (عليه السّلام) من الشعائر المستحبّة ؛ لدخوله تحت عنوان الجزع الذي دلَّت النصوص المعتبرة على رجحانه ولو أدّى بعض الأحيان إلى الإدماء واسوداد الصدر ؛ ولا دليل على حرمة كلّ إضرار بالجسد ما لم يصل إلى حدّ الجناية على النفس ، بحيث يعدّ ظلماً لها ، كما أنّ كون طريقة العزاء حضارية حسب زعمهم أو لا ، ليس مناطاً للحرمة والإباحة ، ولا قيمة له في مقام الاستدلال ، والله العالم.
إقامة العزاء والشعائر الحسينيّة
يتردد على مسامعنا في الفترة الأخيرة أن عصر الحداثة والتطور لا يناسبه استخدام الأساليب التقليدية لإحياء مجالس الإمام الحسين (عليه السّلام) ، فمادام الشعور القلبي مع الإمام الحسين (عليه السّلام) فلا نحتاج إلى هذه المظاهر التي قد تسيء إلى التشيع والشيعة! فما هو رأيكم الشريف في هذا الموضوع؟
باسمه تعالى هذه المظاهر غير المتعارفة في نظر البعض لمناسبات العزاء في موت بعض الأشخاص ، إنّما هي لغرض الإبقاء على ذكرى قضية كربلاء التي هي إحدى الدلائل القاطعة على حقانية مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) وبطلان مذهب المخالفين ، وهذه المظاهر غير المتعارفة تجري في بعض أنواع الدعايات والإعلام للفت أنظار الناس إلى أهمية الموضوع ، ولا بد أن نحافظ على استمرار هذه المظاهر لتبقى على مدى العصور والأجيال ، ويبقى الدليل على حقانية مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) محفوظاً في قلوب الشيعة وشعورهم ينتقل من جيل إلى جيل ومن نسل إلى نسل ، وحث أئمة أهل البيت (عليهم السّلام) على إحياء ذكرى هذه القضية في تعبيراتهم المختلفة والمتكررة وإقامة العزاء في بعض بيوتهم (عليهم السّلام) إحياءً لهذا الأمر وقولهم كما في الرواية الصحيحة الواردة عنهم (عليهم السّلام) : «كل جزع مكروه إلَّا على ما أصاب سيد الشهداء (عليه السّلام)» ، كل هذا حتى لا تنسى هذه القضية ، كما نسيت قضايا متعددة مهمة حدثت في صدر الإسلام مما سبب إنكار غالب المسلمين لها أو التشكيك فيها ، حتى من