باسمه تعالى كانت الشيعة في عهد الأئمة (عليهم السّلام) تعيش حالة التقية ، وكانوا يقيمون مظاهر العزاء بما يمكن لهم ، وعدم وجود الشعائر في وقتهم مثل زماننا إنّما هو لعدم إمكانها ، وهذا لا يدلّ على عدم مشروعيتها في زماننا ، ولو كان الشيعة في ذلك الوقت يمكنهم إظهار الشعائر وإقامتها لفعلوا كما فعلنا مثل نصب الأعلام السوداء على أبواب الحسينيات بل الدور إظهاراً للحزن ، ومن قرأ تاريخ زيارة الشيعة للإمام الحسين (عليه السّلام) في زمن المعصومين (عليهم السّلام) أدرك ذلك ، ولو كان ذلك بدعة لكان هذا أيضاً بدعة حيث لم يكن في زمن الأئمة (عليهم السّلام).
وبالجملة ، فكلّ هذه الشعائر تدخل تحت شعائر الله وإظهار الحزن لما أصاب الحسين (عليه السّلام) وأهله وأصحابه أو سائر الأئمة (عليهم السّلام) الذي دلّ الدليل على مشروعيته واستحبابه ، وأنّه من أعظم القربات إلى الله تعالى ، قال تعالى (ذلِكَ ومَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) ، وقال الباقر (عليه السّلام) للفضيل بن يسار : «أتجلسون وتتحدّثون؟ قلتُ : بلى ، قال : إنّي أُحبّ تلك المجالس فأحيوا فيها أمرنا ، من جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» ، والله العالم.
كل مظهر إذا صدق عليه عنوان الحزن والجزع لمصاب
أهل البيت (عليهم السلام) فهو من الأُمور المستحبة
يقال انّ السيدة زينب (سلام الله عليها) لم تخرج أبداً من الخيمة في حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) إلا عند مصرع علي الأكبر (عليه السّلام) وأن الذي يقال (أنها خرجت حينما رأت جواد الحسين (عليه السّلام) خالياً وذهبت إلى مصرعه ورأت الشمر جالساً على صدر الإمام (عليه السّلام) وأن الشمر ألمها بالسوط حتى أغشى عليها) ليس بصحيح ، وأنهم استدلوا برواية سموها برواية التضليل ، ما رأي سماحتكم بذلك؟
باسمه تعالى ما جرى من قضايا كربلاء بعضها من المسلمات وهو ما وصل إلينا بطريق