والوظائف الإلهية ، والله العالم.
هل المعصوم (عليه السّلام) تمتد عصمته حتى للموضوعات الخارجية؟
باسمه تعالى الأئمة (عليهم السّلام) إذا شاؤوا أن يعلموا يظهر الشيء لهم ، وأمّا مع عدم مشيئتهم معرفة الشيء فلا نعلم ذلك ، والله العالم.
عصمة الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام)
ما هي عقيدة الشيعة في مسألة العصمة وحدودها؟ وما هو رأيكم الشريف حول آية (ولَقَدْ هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها) .. حيث يقول البعض ان يوسف (عليه السّلام) تحرك بغريزته وبما هو بشر اندفاعاً من شهوته الجنسية ..؟!
باسمه تعالى المراد بالعصمة هو أن الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) بلغوا من العلم حداً لا تنقدح في نفوسهم الدواعي للمعصية ، فضلًا من فعلها ، وهذا لا يتنافى مع قدرة الإنسان على المعصية ، كما ان الإنسان العادي معصوم عن بعض الأفعال القبيحة كأكل القاذورات مثلًا مع قدرته عليها ، لكنه لشدة قبحها في نظره لا ينقدح في نفسه الداعي لفعلها فضلًا عن القيام بها.
وإنما أعطى الله تعالى الأنبياء والأئمة (عليهم السّلام) هذه الميزة لعلمه جل وعلا بأنهم يمتازون على سائر البشر بشدة طاعتهم له بقطع النظر عن هذه الخصوصية ، وهذا لا ينافي قدرتهم على المعصية كما ذكرنا.
وأما الآية التي استدل بها في السؤال وهي قوله تعالى (ولَقَدْ هَمَّتْ بِه وهَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّه) (١) فهي على عكس المطلوب أدل ؛ لأن لفظ لولا دال على امتناع همّه بالمعصية لرؤية برهان ربه.
وهذه هي عقيدة الشيعة المستفادة من الآيات والأخبار ، خصوصاً آية التطهير الواردة
__________________
١) سورة يوسف : الآية ٢٤.