الأكفان فإنّكم تبعثون بها. هذا من جهة. ومن جهة أُخرى فقد جاء في (الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد أمير المؤمنين (عليه السّلام) ، الحديث الثاني) حكاية عن قصة فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قال : إنّ الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا ، فقالت : وا سوأتاه .. إلخ ، ثمّ قال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بعد عدّة أسطر : .. وإنّي ذكرت القيامة ، وأنّ الناس يحشرون عراة ، فقالت : وا سوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية .. إلخ. فكيف نوفّق بين هذه الروايات على فرض صحّتها؟ وهل يمكن رفع هذا التعارض بالقول : إنّ البعث مرحلة في القيامة والحشر مرحلة أخرى؟
باسمه تعالى استحباب إجادة الأكفان ثابت ، وخطاب الحشر بالأكفان راجع إلى المؤمنين ، يُنافي حشر الفسّاق والكفّار عراة ، وما ورد في حشر الناس عراة لا يعمّ أهل الإيمان والبارّين ، والتضمين بالإضافة إلى فاطمة بنت أسد (سلام الله عليها) من رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) كالضمان عن ضغطة القبر بالإضافة إليها ، وكما أنّ ضغطته لا تصيب المؤمن البار ، كذلك الأمر في الحشر عارياً ، هذا مع أنّ الرواية ضعيفة سنداً ، بالإرسال وغيره ، فلا توجب التشكيك في الأمر بالإجادة ، ولا في تعليقه بما ذكر ، والله العالم.
نصيحة للمغتربين
هل لكم من كلمة موجزة إلى المغتربين المسلمين في بلاد الكفر؟
باسمه تعالى الإخوة المؤمنون في البلاد الغربية أيدكم الله ورعاكم ، من اللازم عليكم أن تحافظوا على عقائدكم الدينية بتمامها وكمالها ، وإن تلتزموا بالواجبات والتكاليف الشرعية لتصونوا أنفسكم وأهلكم من موجبات الانحراف وتيارات الفساد الموجودة في تلك المناطق ، وعليكم بتعليم الجيل الجديد من أبنائكم وبناتكم آداب الإسلام وأحكام الدين على طريق مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) ، حتى يكون داعياً لغير المسلمين للإسلام. بهذه الصورة