يقول : اللَّهمّ انتقم لي من أعدائك» (١).
وفي الختام ينبغي ذكر ملاحظة مهمّة وهي :
أن الوضع العام الذي عاش فيه الأئمة (عليهم السّلام) خصوصاً بعد شهادة الإمام الحسين كان وضعاً ضاغطاً وعصيباً ، وقد حاول فيه الظالمون بكل جهدهم (أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ) فكانوا يتربصون بالأئمّة الدوائر ويبغونهم الغوائل للقضاء عليهم.
وكان هؤلاء الظالمون ، في العهدين الأموي والعباسي وإن لم يكونوا يقدمون على قتلهم جهراً وعلانية كانوا يحاولون ذلك غيلة ، وشاهد ذلك ما نجده من إقدامهم على دس السم للأئمة (عليهم السّلام) ، وهذه الظروف والأوضاع غير خافية على المتتبع لأحوالهم ، والعارف بتاريخهم ، ويكفي لمعرفة ذلك ، النظر إلى كيفية نص الإمام الصادق (عليه السّلام) على إمامة الكاظم في وصيته له ، حيث كان العباسيون ينتظرون أن يعيّن بنحو صريح الإمام بعده ليقتلوه ، فكان أن أوصى لخمسة ، فضيع عليهم هذه الفرصة ، ثم ما جرى على مولانا الكاظم (عليه السّلام) من سجنه ثمّ قتله ، وأيضاً ما جرى من التضييق والاضطهاد للإمام الهادي (عليه السّلام) ومن بعده ابنه الحسن العسكري (عليه السّلام) ، ومحاولتهم القبض على خليفته الإمام المهدي وقتله بزعمهم.
وهكذا ما عاشه الشيعة الكرام من ظروف القمع والتقية ، بحيث كانوا لا يسلمون على عقائدهم في وقت كان يسلم فيه الكفار في بلاد الإسلام على ما كانوا عليه من ضلالة ، ولا يسلم شيعة أهل البيت بما عندهم من الهدى! فكان الكشف في هذه الظروف عن أسماء الأئمة المعصومين ، خصوصاً من كان منهم في
__________________
١) الفقيه : ج ٢ ، ص ٣٠٦.