في هذه الروايات إشكال وإن نقل بعضها بسند معتبر ، والذي تفيده بعض القرائن والخصوصيات أنّها وردت عن الأئمّة على نحو التقية ، وبهذه الروايات وأمثالها يعرف مقدار الابتلاء الذي ابتلي به أئمتنا (عليهم السّلام) ، والظروف الصعبة التي مرت عليهم (عليهم السّلام).
ويقع البحث في مقامين :
المقام الأول : في سهو النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
المقام الثاني : في نوم النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عن الصلاة.
أما المقام الأول :
فالبحث فيه من جهات :
١ ـ الشيخ الطوسي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي جميلة ، عن زيد الشحام قال : «سألته عن رجل صلى العصر ست ركعات ، أو خمس ركعات ، قال : إن استيقن أنّه صلى خمساً أو ستاً فليعد إلى أن قال : وإن هو استيقن أنّه صلى ركعتين أو ثلاثاً ثم انصرف فتكلم فلا يعلم أنّه لم يتم الصلاة فإنّما عليه أن يتم الصلاة ما بقي منها ، فإن نبي الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) صلَّى بالناس ركعتين ثم نسي حتى انصرف ، فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله ، أحدث في الصلاة شيء؟ فقال : أيّها الناس ، أصدق ذو الشمالين؟ فقالوا : نعم ، لم تصل إلَّا ركعتين. فأقام فأتم ما بقي من صلاته» (١).
فنسبت الرواية النسيان إلى النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : «ثم نسي حتى انصرف» ، ثم بعد حصول الكلام وانتهاء الحوار القصير بين النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ومن تكلم معه من أصحابه أتم
__________________
١) الوسائل : ج ٥ ، الباب ٣ من أبواب الخلل في الصلاة ، الحديث ١٧.