كما علق (رحمه الله) على كلمة الصدوق في النقطة الثالثة بقوله : رحم الله الصدوق ، فإن مؤدى كلامه هو أنّ جميع البشر أتباع الشيطان ، وإنّا كلَّنا نصلي ونصوم ، فهل إذا سهونا نكون أتباعاً للشيطان؟! (١).
اعتمد الشيخ الصدوق في هذا الرأي على شيخه المذكور ، والملاحظ أنّ الشيخ الصدوق متأثر بأستاذه هذا كثيراً ، وهو لشدة اعتماده عليه يقول في غير هذا المورد : إن كل من وثقه محمد بن الحسن بن الوليد فهو ثقة عندي ، وكل من ضعفه فهو ضعيف.
وما صدر عن هذين العظيمين غير صحيح ، والدليل على ذلك أُمور ستأتي تباعاً إن شاء الله تعالى ، والجواب عما ذكره في كلامه ينحل إلى النقاط المذكورة سابقاً ، أمّا الجهة الأولى فنقول فيها :
إن الروايات التي استند إليها الصدوق ليست واقعة موقع القبول ، والذي يرشد إلى ذلك أُمور :
الأمر الأول : أنّ في هذه الروايات نفسها قرينة على عدم اعتبارها ، والقرينة هي : أنّها بينت أنّ الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قد أتمّ صلاته من حيث قطعها بعد صدور الكلام العمدي منه ، مع أنّ الكلام العمدي مبطل للصلاة بلا ريب.
وأجاب بعضهم عن ذلك : بأن الكلام الصادر منه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) سهوي أيضاً ؛ إذ إنّه كان
__________________
١) راجع عبارته في البحار : ج ١٧ ، ص ١٢٨ ، في ضمن رسالة ردّ بها على الشيخ الصدوق.