عاشوراء ، وأمثال هذه ..
فالغفلة وإلقاء الشيطان في قلب النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) غير ممكن حتى في حال النوم ، هذا هو اعتقادنا ، وهذه الرواية منافية له ؛ لأن في ذيلها «نمتم بوادي الشيطان». وبما أنّ هذا الخبر مما روته العامة فهو غير مسموع عندنا ، بل نقول : إن نوم النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) عن الصلاة حتى ولو لم يحصل منه أدنى ضرر فهو غير مقبول عندنا ؛ لأن عامة الناس لا يفهمون أنّ هذا النوم رحماني لا شيطاني فيقل اعتقادهم فيه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، وتؤدي نتيجة ذلك عكس المطلوب لما يثيره هذا الأمر من حالة التنفير منه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
فاعتقادنا هو أن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والأئمة (عليهم السّلام) وسائر الأنبياء (عليهم السّلام) معصومون عن السهو والاشتباه ونوم الغفلة ، فإن وقوعها منهم يستلزم نقض الغرض وخلاف الحكمة ، وبه ينفتح الباب إمام أصحاب الحجج الواهية الذين يصطادون في الماء العكر وسيقولون : إنّ هذا الرجل الذي يزعم أنّه نبي يسهو في أكله وشربه ، وفي يقظته ونومه و.. فكيف لا يسهو في التبليغ وما ينزل عليه من وحي الله وآياته؟! وهكذا .. وهذا خلاف الحكمة من جعل النبوة والإمامة.
وهنا شيء يخطر في الذهن توجيهاً لوضع هذه الروايات الضعيفة الباطلة حتى على مذهبهم ، وهو أنّهم يريدون أن يُدخلوا في أفكار الناس وأذهانهم أن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يمكن عليه السهو والاشتباه ، تمهيداً لرفع ما حصل عند وفاة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من إساءة