مصدر الأُصول الاعتقادية
إنّ مقولة (العقائد قضية عقلية ، يجب أن يصل المكلَّف إليها مباشرة فيعرف برهانها ويذعن له ، لا أن يأخذها تقليداً) ، هل تشمل جميع العقائد ، أم أُصولها وأسسها دون تفصيلاتها؟ وما ذا عن التفصيلات المختلف فيها ، وما هو المرجع في تحديد الصحيح والأصح منها ، أهو القواعد والعلوم التي تعالج فيها الأحكام الشرعية فنرجع فيها إلى المتخصّص ، أم أنّ لنا كعوام التعامل المباشر معها؟
باسمه تعالى الأُصول الاعتقادية على قسمين :
أولهما : ما يجب البناء وعقد القلب عليه إجمالًا والتسليم والانقياد له ، كأحوال ما بعد الموت من مسألة القبر والحساب والكتاب والصراط والميزان والجنّة والنار وغيرها ، فإنّه لا يجب على المكلَّف تحصيل معرفة خصوصيات تلك الأُمور ، بل الواجب عليه البناء وعقد القلب على ما هو عليه الواقع من جهة أخبار النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أو الوصي (عليه السّلام) بها.
والقسم الثاني : يجب معرفته عقلًا أو شرعاً ، كمعرفة الله سبحانه وتعالى ، ومعرفة أنبيائه وأوليائه وأنّهم أئمة معصومون ، وأحكام الشرع عندهم وتأويل القرآن وتفسيره لديهم ، وأمّا سائر الخصوصيات الواردة فيكفي التصديق بها ، ولا يجوز إنكار ونفي ما ورد في علمهم وسائر شؤونهم (عليهم السّلام) حتّى إذا لم يجد عليها رواية صحيحة فضلًا عن وجود الرواية الصحيحة.