النص على الأئمّة المعصومين (عليهم السّلام) بأن يقولوا إنّه لا يوجد نص على الأئمة أو على الأئمة بعد الحسين (عليه السّلام).
وهؤلاء نحن لا نتحدّث معهم في هذه الرسالة ، ولا نوجّه لهم هذه الكلمات ، بل لا نرجو هدايتهم بعد أن اختاروا لأنفسهم هذا الطريق ، طريق التشكيك (لَمْ يَكُنِ الله لِيَغْفِرَ لَهُمْ ولا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً) (١) ، وإنّما يتوجّه حديثنا إلى أهل الإنصاف (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَه) (٢) ، وإلى العامّة من أبناء المذهب الحق الذين يترقبون الدليل الواضح للرد به على مزاعم المشككين وشبهات المنحرفين. لمثل هؤلاء الذين ربّما وردت أسئلة من قبل بعضهم وطلبوا الإجابة عليها فيما يرتبط بهذا الموضوع ، أي النص على إمامة الأئمّة المعصومين (عليهم السّلام) ، نكتب هذه الرسالة المختصرة ، علماً بأنّه لا يسعنا استقصاء الأدلة ، ولا بدّ لذلك من الرجوع إلى الكتب المدوّنة في هذا المضمار خصوصاً كتب الحديث والمجاميع الروائية.
وسيكون منهجنا في هذه الرسالة أن نتعرّض إلى ذكر بعض الروايات الصحيحة والصريحة التي تعيّن أسماء الأئمة (عليهم السّلام) ، ممّا يقطع الطريق على من يدعي عدم وجود النص عليهم أو على بعضهم ، وسيثبت هذا أنّ المدعي لعدم وجود النص لو سلمت نيته فإنّه ضعيف الاطلاع جدّاً على أخبار أهل البيت (عليهم السّلام) وغير بصير بأحاديثهم. وسنلتزم أن يكون النص الذي نورده صحيحاً من غير شبهة أو مناقشة ، وإلَّا فالنصوص الأُخرى كثيرة جدّاً. وهذه النصوص تنقسم كما سيأتي إلى ما هو نص على العنوان مثل أبناء الحسين (عليه السّلام) ، وما هو نص على قسم منهم مثل النصوص
__________________
١) سورة النساء : الآية ١٦٨.
٢) سورة الزمر : الآية ١٨.