إذا كانت الماهيات مجعولة (حادثة) ، فأين كانت حين ألقى الله تعالى التكليف عليها؟
باسمه تعالى قد تقدم أمر الماهيات المعروفة وبيّن في محله أن دار التكليف بعد الخلق وتحقق شرائطه ، وأما خلق الأرواح فهو سابق على خلق الأبدان ، والتكليف في عالم الذر كان للأرواح سواء بالصور المثالية أو بغيرها ، وهذا أمر آخر لا يرتبط بالاعتقادات الواجبة ولا يجب معرفتها على الناس ، ويكفي الاعتقاد الإجمالي بعالم الذر على ما هو عليه في الواقع ، والله العالم.
مفهوم (اللَّهمّ لا تمكر بي ..)
ما معنى هذه الفقرة المختارة من أحد الأدعية المستحب قراءتها «اللَّهمّ لا تمكر بي ولا تخدعني ولا تستدرجني ..» ، ما معنى المكر وما معنى الخديعة وما معنى الاستدراج؟ وهل العياذ با لله الله سبحانه يخدع؟!
باسمه تعالى معنى مكر الله سبحانه وخدعته هو جزاؤه الإنسان الماكر والخادع على مكره وخديعته ، كما ورد في الخبر أن الله عزّ وجلّ لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنّه عزّ وجلّ يجازيهم جزاء السخريّة وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة ؛ فمعنى لا تمكر بي ولا تخدعني هو : لا تجزني بمكري ولا بخديعتي.
والاستدراج هو الاستدناء إلى الهلاك ، وفي الخبر عن أبي عبد الله (عليهم السّلام) في قول الله عزّ وجلّ (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) ، قال هو العبد يذنب الذنب فتجدّد له النعمة معه تلهيه تلك النعمة عن الاستغفار من ذلك الذنب ، فمعنى (ولا تستدرجني) هو : لا تجعلني ممّن يذنب الذنب ويجدد الله له النعمة فتلهيه تلك النعمة عن الاستغفار.