مفهوم الحديث (من أخّر الصلاة بدون عذر)
بالنسبة لتأخير الصلاة عن وقتها هناك حديث للرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) يقول : «من أخّر الصلاة عن وقتها بدون عذر فقد حبط عمله» فما معنى هذا الحديث؟ هل معناه : انه لا خير في كل عمل خيرٍ فعله في ذلك اليوم؟
باسمه تعالى معنى هذا الحديث أن من أخّر الصلاة عمداً عن وقتها حتّى أصبحت قضاءً ، فإن ذلك غير جائز ولا يتدارك وزره بعمل خير آخر ، والله العالم.
مفهوم (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ولأَخِي)
ما هو رأي علماء المذهب بالمقولة التالية المتعلَّقة بالحديث عن آية (قالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي ولأَخِي) (١)؟ وما هو حكم من يقول بها؟ وهذه العبارة هي : «ولكنّنا قد لا نجد مثل هذه الأُمور ضارّة بمستوي العصمة ، لأنّنا لا نفهم المبدأ بالطريقة الغيبية التي تمنع الإنسان مثل هذه الأخطاء في تقدير الأُمور ، بل كلّ ما هنالك أنّه لا يعصي الله في ما يعتقد أنّه معصية ، أمّا أنّه لا يتصرّف تصرّفاً خاطئاً يعتقد أنّه صحيح مشروع ، فهذا ما لم نجد دليلًا عليه ، بل ربّما نلاحظ في هذا المجال أنّ أسلوب القرآن في الحديث عن حياة الأنبياء ، ونقاط ضعفهم يؤكَّد القول بأنّ الرسالية لا تتنافى مع بعض نقاط الضعف البشري من حيث الخطأ في تقدير الأُمور».
باسمه تعالى إنّ الخطأ في تقدير الأُمور مع الاعتقاد بالصحّة ليس موجباً للمعصية حتّى يكون مورداً لطلب الغفران ، مع أنّ الآية المباركة صرّحت بطلب الغفران ، مما يدلّ على أنّ موردها أمر لا ربط له بالخطإ في تقدير الأُمور ، بل المراد بالآية المباركة هو صدور بعض الأُمور التي لا تتناسب مع مقام النبي ، كفرار يونس (عليه السّلام) من قومه ، وإن لم تكن مخالفة لنهي
__________________
١) سورة الأعراف : الآية ١٥١.