قوله : (لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ) التّفنيد : الإفساد ، يقال : فنّدت فلانا ، أي : أفسدت رأيه ورددته. قال الشاعر : [البسيط]
٣١٥٠ ب ـ يا صاحبيّ دعا لومي وتفنيدي |
|
فليس ما فات من أمر بمردود (١) |
ومنه : أفند الدّهر فلانا ؛ قال الشاعر : [الطويل]
٣١٥١ ـ دع الدّهر يفعل ما أراد فإنّه |
|
إذا كلّف الإفناد بالنّاس أفندا (٢) |
والفند : الفساد ؛ قال النابغة : [البسيط]
٣١٥٢ ـ إلّا سليمان إذ قال الإله له |
|
قم في البريّة فاحددها عن الفند (٣) |
والفند : شمراخ الجبل ، وبه سمي الرّجل فندا ، والفند الزّماني أحد شعراء الحماسة من ذلك.
وقال الزمخشري (٤) : «يقال : شيخ مفنّد ، ولا يقال : عجوز مفنّدة ؛ لأنّها لم تكن في شبيبتها ذات رأي فتفنّد في كبرها وهو غريب».
وجواب «لو لا» الامتناعية محذوف ، تقديره : لصدّقتموني ويجوز أن يكون تقديره : لأخبرتكم.
قال ابن الأنباريّ : «أفند الرّجل : إذا انحرف ، وتغيّر عقله ، وفند إذا جهل ونسب ذلك إليه».
وعن الأصمعيّ قال : إذا كثر كلام الرّجل من خرف فهو الفند والتّفنيد.
فصل
قال المفسرون : «لو لا أن تفنّدون» تسفهون ، وعن ابن عبّاس ـ رضي الله عنه ـ : تجهلون (٥) ، وقال الضحاك : تهرمون (٦) ، تقولون : شيخ كبير قد خرف ، وذهب عقله.
__________________
(١) البيت لهانىء بن شكيم العدوي ينظر : مجاز القرآن ١ / ١٨ ظ والقرطبي ٩ / ٢٦٠ الطبري ١٦ / ٢٥٢ الدر المصون ٤ / ٢١٤ روح المعاني ١٣ / ٥٤ البحر المحيط ٥ / ٣٣٥.
(٢) البيت لابن مقبل. ينظر : البحر المحيط ٥ / ٣٣٦ والطبري ١٦ / ٢٥١ وروح المعاني ١٣ / ٥٤ والقرطبي ٩ / ١٧١ والدر المصون ٤ / ٢١٤.
(٣) ينظر البيت في ديوانه ص ٣٣ والخزانة ٣ / ٤٠٥ والبحر ٥ / ٣٣٥ وروح المعاني ١٣ / ٥٣ والقرطبي ٩ / ١٧٠ وشرح المعلقات العشر ٢٩٧ وشرح شواهد المغني للبغدادي ٣ / ٨٧ والدر المصون ٤ / ٢١٥.
(٤) ينظر : الكشاف ٢ / ٥٠٤.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٢٩٥) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٦٦) وزاد نسبته إلى أبي الشيخ.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٢٩٦ ـ ٢٩٧) عن مجاهد والحسن.
وذكره البغوي في «تفسيره» (٢ / ٤٤٨) عن الضحاك.