لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنا فَأَوْحى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (١٣) وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَخافَ وَعِيدِ)(١٤)
ثم قال : (أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) الآية النّبأ : الخبر ، والجمع الأنباء ؛ قال الشاعر : [الوافر]
٣١٩٦ ـ ألم يأتيك والأنباء تنمي |
|
........... (١) |
قال أبو مسلم : «يحتمل أن يكون خطابا من موسى ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ [لقومه ، يخوفهم بمثل هلاك من تقدمهم ، ويجوز أن يكون مخاطبة من الله تعالى على لسان موسى ـ عليهالسلام ـ](٢) لقومه : يذكرهم أمر القرون الأولى ؛ ليعتبروا بأحوال المتقدمين».
روي عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قرأ هذه الآية ثمّ قال : «كذب النّسّابون» (٣).
وعن عبد الله بن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال : بين إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وبين عدنان ثلاثون [أبا](٤) لا يعلمهم إلا (٥) الله وكان مالك بن أنس ـ رضي الله عنه ـ يكره أن ينسب الإنسان [نفسه أبا أبا](٦) إلى آدم ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وكذلك في حق النبي ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ؛ لأنه لا يعلم أولئك الآباء أحد إلا الله تعالى ، ونظيره : قوله تعالى: (وَقُرُوناً بَيْنَ ذلِكَ كَثِيراً) [الفرقان : ٣٨] وقوله : (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) [غافر : ٧٨] وكان ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في نسبه لا يجاوز معد بن عدنان.
وقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «تعلّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم وتعلموا من النّجوم ما تستدلّون به على الطّريق» (٧).
__________________
(١) تقدم.
(٢) سقط في ب.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٤٢١) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٣٤) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وذكره الماوردي في «تفسيره» (٣ / ١٢٤) والبغوي (٣ / ٢٧).
(٤) في أ : قرنا.
(٥) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٣ / ١٢٤) والبغوي في «تفسيره» (٣ / ٢٧). وقد ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٣٥) وعزاه إلى أبي عبيد وابن المنذر.
(٦) في ب : أباه.
(٧) أخرجه أحمد (٢ / ٣٧٤) والترمذي (٤ / ٣٥١) كتاب البر والصلة : باب ما جاء في تعليم النسب حديث (١٩٧٩) والبغوي في «شرح السنة» (٦ / ٤٣٥).
ـ الشطر الأول منه ـ من حديث أبي هريرة.
وقال الترمذي : هذا حديث غريب من هذا الوجه.