بعبوديّتي ، وهذا يشمل المؤمن ، والعاصي ، وكل ذلك يدل على تغليب جانب الرحمة من الله ـ تعالى ـ.
قال قتادة : بلغنا أن نبيّ الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لو يعلم العبد قدر عفو الله لما تورّع عن حرام ، ولو علم قدر عقابه لبخع نفسه» أي : قتلها (١).
وعن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أنّه مرّ بنفر من أصحابه ، وهم يضحكون ، فقال : أتضحكون وبين أيديكم النّار؟ فنزل جبريل ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ بهذه الآية ، وقال : «يقول لك يا محمّد : لم تقنط عبادي» (٢).
وقال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ : معنى : (أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) لمن تاب منهم(٣).
قوله تعالى : (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ (٥١) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقالُوا سَلاماً قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ (٥٢) قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ (٥٣) قالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ (٥٤) قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ (٥٥) قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ (٥٦) قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (٥٨) إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٩) إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ (٦٠) فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (٦١) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (٦٢) قالُوا بَلْ جِئْناكَ بِما كانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (٦٣) وَأَتَيْناكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٦٤) فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ (٦٥) وَقَضَيْنا إِلَيْهِ ذلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ (٦٦) وَجاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ (٦٧) قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ (٦٨) وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ (٦٩) قالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ (٧٠) قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ (٧١) لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ (٧٢) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (٧٣) فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (٧٤) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (٧٥) وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (٧٦) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ)(٧٧)
قوله تعالى : (وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ) القصّة : لما قرّر أمر النبوة ، وأردفه بدلائل
__________________
(١) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٥٢٢) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٩٠) وزاد نسبته إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وذكره البغوي في «تفسيره» (٣ / ٥٢).
(٢) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧ / ٤٩) وقال : رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٩٠) وعزاه إلى البزار والطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير.
(٣) ذكره البغوي في «تفسيره» (٣ / ٥٢).