٣٢٨٦ ـ لعمري وما عمري عليّ بهيّن |
|
لقد نطقت بطلا عليّ الأقارع (١) |
وقد قلبته العرب لتقديم رائه على لامه ، فقالوا : وعملي ، وهي رديئة.
«إنّهم» العامة على كسر «إنّ» لوقوع اللام في خبرها ، وقرأ أبو عمرو (٢) في رواية الجهضمي له «أنّ» بفتحها ، وتخريجها على زيادة اللام ، وهي كقراءة ابن جبير (ألا أنهم ليأكلون الطعام) بالفتح.
وقرأ الأعمش : «سكرهم» بغير تاء (٣) ، وابن أبي عبلة (٤) «سكراتهم» جمعا ، والأشهب (٥) : «سكرتهم» بضم السين.
و «يعمهون» حال إمّا من الضمير المستكن في الجار ، وإمّا من الضمير المجرور بالإضافة ، والعامل إمّا نفس سكرة ، لأنّها مصدر ، وإمّا معنى الإضافة.
فصل
قيل : إن الملائكة ـ عليهمالسلام ـ قالت للوط ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) : يتحيّرون.
وقال قتادة : يلعبون (٦) فكيف يعقلون قولك ويلتفتون إلى نصيحتك؟.
وقيل : إنّ الخطاب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم وإنّه أقسم بحياته وما أقسم بحياة أحد.
روى أبو الجوزاء عن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ قال ما خلق الله نفسا أكرم على الله من محمد صلىاللهعليهوسلم ، وما أقسم بحياة أحد إلّا بحياته (٧).
قال ابن العربي : قال المفسرون بإجماعهم : أقسم الله تعالى هاهنا بحياة محمدصلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) ينظر : ديوانه ص ٣٤ ، الكتاب ٢ / ٧٠ ، ابن الشجري ١ / ٣٤٤ ، المغني ٢ / ٣٩٠ ، شواهد المغني ٢٧٦ ، خزانة الأدب ٢ / ٤٤٧ ، شرح أبيات سيبويه ١ / ٤٤٦ ، جمهرة اللغة ص ١٣٠٨ ، البحر المحيط ٥ / ٤٥٠ ، والألوسي ١٤ / ٧٣ ، والقرطبي ١٠ / ٤١ والدر المصون ٤ / ٣٠٥.
(٢) ينظر : الشواذ ٧١ ، والبحر ٥ / ٤٥٠ ، والدر المصون ٤ / ٣٠٥.
(٣) السابق نفسه ، والمحرر ٨ / ٣٤١.
(٤) ينظر : البحر ٥ / ٤٥٠ ، والدر المصون ٤ / ٣٠٥.
(٥) ينظر السابق.
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٥٢٧) وذكره البغوي في «تفسيره» (٣ / ٥٥).
(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٥٢٦) وأبو يعلى (٥ / ١٣٩) رقم (٢٧٥٤) والبيهقي في «دلائل النبوة» (٥ / ٤٨٨).
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٧ / ٤٩) ، وقال : رواه أبو يعلى وإسناده جيد وذكره أيضا ابن حجر في : «المطالب العالية» (٣ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧) رقم (٢٥٣٦ ، ٢٥٣٧) وعزاه إلى أبي يعلى والحارث بن أسامة.
والأثر في «الدر المنثور» (٤ / ١٩٢) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم في «دلائل النبوّة».