أي : فاعبدن ، فأبدلها ألفا ، وهو أحد الأقوال في قول امرىء القيس : [الطويل]
٣١٠٤ ـ قفا نبك ......... |
|
........... (١) |
وأجرى الوصل مجرى الوقف.
قوله تعالى : (قالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجاهِلِينَ (٣٣) فَاسْتَجابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٤)
قوله : (رَبِّ السِّجْنُ) العامة على كسر الباء ؛ لأنه مضاف لياء المتكلم ، اجتزىء عنها بالكسرة ، وهي الفصحى ، و «السّجن» : بكسر السين ، ورفع النّون ، على أنّه مبتدأ ، والخبر : «أحبّ» ، و «السّجن» : الحبس ، والمعنى : دخول السّجن.
وقرأ بعضهم : «ربّ السّجن» بضمّ الباء ، وجرّ النون ، على أنّ «ربّ» مبتدأ و «السّجن» خفض بالإضافة ، و «أحبّ» : خبره ، والمعنى : ملاقاة صاحب السجن ، ومقاساته أحبّ إليّ.
وقرأ عثمان ، ومولاه طارق ، وزيد بن علي (٢) ، والزهريّ ، وابن أبي إسحاق ، وابن هرمز ، ويعقوب : بفتح السّين ، وفي الباقي كالعامّة.
والسّجن : مصدر ، أي : الحبس أحبّ [إليّ] ، و «إليّ» متعلق ب «أحبّ» ، وقد تقدم [يوسف : ٨] : أنّ الفاعل هنا يجرّ ب «إلى» والمفعول باللام.
وفي الحقيقة : ليست هنا «أفعل» على بابها من التفضيل ؛ لأنه لم يحب ما يدعونه إليه قطّ ، وإنّما هذان شرّان ، فآثر أحد الشّرين على الآخر.
فصل
الظّاهر أنّ النسوة لما سمعن هذا التهديد ، قلن له : لا مصلحة لك في مخالفة أمرها ، وإلّا وقعت في السّجن وفي الصّغار ، فعند ذلك اجتمع في حقّ يوسف ، أنواع الترغيب في الموافقة :
أحدها : أنّ «زليخا» كانت في غاية الحسن.
والثاني : أنها كانت على عزم أن تبذل الكلّ ليوسف ، إن طاوعها.
__________________
(١) جزء من صدر بيت والبيت بتمامه :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللوى بين الدخول فحومل |
ينظر : ديوانه / ٨ والكتاب ٤ / ٢٠٥ والمحتسب ٢ / ٤٩ والإنصاف ٢ / ٦٥٦ وابن الشجري ٢ / ٣٩ وابن يعيش ٢ / ٤٩ والمغني ١ / ١٦١ ورصف المباني (٣٥٣) والهمع ٢ / ١٢٩ والدرر ٢ / ١٦٦ والخزانة ١١ / ٦ والصاحبي ١٤٢ ومعاهد التنصيص ٤ / ٢٢٤ والأشموني ٣ / ٣٠٩ والدر المصون ٤ / ١٨١.
(٢) ينظر : المحرر الوجيز ٣ / ٢٤١ والبحر المحيط ٥ / ٣٠٦ والدر المصون ٤ / ١٨١.