من تقريرها ، فالإعراض عن ذكرها أولىٰ .
وحكى ابن الجوزي عن جدّه عن القاضي أبي يعلي بإسناده إلى صالح بن أحمد بن حنبل قال : قلتُ لأبي : إنّ قوماً ينسبوننا إلى توالي يزيد ؟ فقال : يابني وهل يتوالىٰ يزيد أحدٌ يؤمن بالله ؟
فقلتُ : فلِمَ لا تلعنه ؟ فقال : وما رأيتني لعنتُ شيئاً ، يا بُني لِمَ تلعن مَن لعنه الله في كتابه ؟ فقلتُ : وأين لعن الله يزيد في كتابه ؟
فقال : في قوله تعالى : (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ) (١) . (٢)
وحكى أيضاً عن أبي يعلى أنّ الممتنع من جواز لعن يزيد أمّا أن يكون غير عالم بذلك ، أو منافقاً يريد أن يوهم بذلك ، وربما استفزّ الجهّال بقوله صلىاللهعليهوآله : (المؤمن لا يكون لعّاناً) وهذا محمول على مَن لا يستحقّ اللعن (٣) .
________________________
١ ـ محمّد صلىاللهعليهوآله : ٢٢ ـ ٢٣ .
٢ ـ ذكر السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص ٢٥٧ ، ط قم الشريف الرضي .
٣ ـ نفس المصدر ص ٢٥٨ وللتفصيل راجع نفس المصدر فصل (يزيد بن معاوية) . وأيضاً ذهب بعض العلماء العامّة (السنّة) إلى لعنه وتوبيخه منهم :
العلّامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني ج ٢٦ ص ٧٣
في تفسير آية ٢٢ من سورة محمّد : قال : «مَن يقول إنّ يزيد لم يعصِ بذلك ولا يجوز لعنه فيبتغي أنْ ينتظم في
سلسلة أنصار يزيد وأنا أقول إنّ الخبيث لم يكن مصدّقاً بالرسالة للنبيّ صلىاللهعليهوآله وأنّ ما فعله مع أهل حرم الله وأهل حرم نبيّه صلىاللهعليهوآله وعترته الطيّبين
الطاهرين في الحياة وبعد الممات وما صدر منه من المخازي ليس بأضعف دلالة على عدم تصديقه من إلقاء ورقة من المصحف الشريف في قذر ولا أظنّ أنّ أمره كان خافياً على أجلّة