ويُحتمل أن يُراد به السيّد ومالك الرقّ فإنّ الناس كلّهم عبيدٌ لهم عليهمالسلام ، عبيد طاعة أو رقّ على الخلاف ، وربّما يُقال في الحديث : إنّ المعنىٰ : مَنْ أحبّني وتولّاني فليحبّ عليّاً عليهالسلام فالمراد يا مَن يحبّ عليّ محبّته ومودّته ، ويلزم عليّ موالاته وولايته ، ويُحتمل أنْ يُراد به الناصر كما في قوله تعالى : (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَىٰ لَهُمْ) (٦) أي يا ناصري في الدُّنيا عند توسّلي إليك في قضاء حوائجي وفي الآخرة عند أحوالها وشدائدها ، وعند الموت دفع سكراته عنّي .
وكيف كان فهذه المرتبة أي المولويّة مرتبة سامية ، ومنزلة سامقة ، ودرجة عليّة ، ومكانة رفيعة ، ومقامة سنيّة جعلها الله لعليّ عليهالسلام اصالةً ولذرّيته وراثةً .
وأبو عبدالله كنية الحسين عليهالسلام (٧) ، والمراد به في
الأخبار على الإطلاق هو جعفر الصادق عليهالسلام كما لا يخفىٰ
على المتتبّع ، ولا كنية للحسين عليهالسلام سواه على
________________________
ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية ، فقال : ألا مَنْ كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه ، فلمّا جعل الله النبيّ أباً للمؤمنين ألزمه مؤونتهم وتربية أيتامهم ، فكذلك ألزم أمير المؤمنين عليهالسلام ما ألزم رسول الله صلىاللهعليهوآله من بعد ذلك وبعده الأئمّة عليهمالسلام واحداً واحداً ، والدليل على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وأمير المؤمنين عليهالسلام هما الوالدان قوله : (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) فالوالدان رسول الله وأمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) .
٥ ـ قد ثبت ما للرسول صلىاللهعليهوآله لأمير المؤمنين عليّ عليهالسلام إلّا مقام النبوّة .
٦ ـ محمّد صلىاللهعليهوآله : ١١ .
٧ ـ مواليد الأئمّة للسيّد فضل الله الراوندي ص ١١ ، المطبوع مع كتاب الغيبة للشيخ المفيد قدسسره ، وتاريخ ابن الخشّاب ص ١٧٧ ، ومناقب ابن شهرآشوب ج ٤ ، ص ٨٦ . ومطالب السؤول ج ٢ ، ص ٥١ .