بأمر الله عزّوجلّ على رسم ما فرضها الله عزّوجلّ : (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّـهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ) (١) فهي في ولد عليّ عليهالسلام خاصّة إلى يوم القيامة إذ لا نبيّ بعد محمّد صلىاللهعليهوآله فمِن أين يختار هؤلاء الجهّال ؟ إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء ، إنّ الإمامة خلافة الله عزّوجلّ وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسين عليهماالسلام) (٢) .
وهذا المقام ثابت له عليهالسلام بقول النبيّ صلىاللهعليهوآله المروي من طرقنا وطرق المخالفين : (إمامان قاما أو قعدا) (٣) ، وغير ذلك ممّا تواتر روايته في كتب الفريقين .
ووصف الإمام بالبرّ بالفتح وهو البار العطوف المحسن ، لأنّه كما يُطلق على القدوة للناس المنصوب من قبل الله المفترض الطاعة على العباد كذلك قد يُطلق على الداعي إلى الباطل الذي يقتدي به الجاهل ، كما في قول الصادق لمّا سُئل عن الشيخين : (إمامان عادلان قاسطان كانا على الحقّ ورحمة الله عليهما) (٤) ،
________________________
١ ـ الروم : ٥٦ .
٢ ـ راجع عيون أخبار الرضا ج ١ ، ص ١٩٦ ، باب ٢٠ ، ط ؛ قم الشريف الرضي .
٣ ـ روضة الواعظين لابن فتّال النيسابوري ج ١ ، ص ١٥٦ ط : الشريف الرضي قم ، وإعلام الورى للطبرسي ص ٢١٥ ، ط : دار الكتب الإسلامية طهران .
٤ ـ روى المحقّق الكركي في نفحات
اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت ص ١٢٨ عن ابن شهرآشوب في كتاب المثالب (إنّ الصادق عليهالسلام سُئِل عن أبي بكر
وعمر فقال : كانا إمامين قاسطين كانا على الحقّ وماتا عليه فرحمة الله عليهما يوم
القيامة فلمّا خلى المجلس قال له بعض أصحابنا : كيف قلتَ يابن رسول الله ؟ فقال : نعم
؛ أمّا قولي كانا إمامين فهو مأخوذ من قوله تعالى : (وَجَعَلْنَاهُمْ
أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) ، وأمّا قولي عادلين
فهو مأخوذ من قوله تعالىٰ : (ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ