وقال عليهالسلام : (إنّ هاهنا لعلماً جمّاً لو أصبت حملة) (١) .
وقال عليهالسلام : (إنّ أمرنا صعبٌ مستصعب ، لا يحتمله إلّا ملكٌ مقرّب ، أو نبيٌّ مرسل ، أو مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان) (٢) .
وقال : (أمرنا سرُّ مستتر ، وسرٌّ لا يفيده إلّا سرّ ، وسرّ على سرّ ، وسرٌّ مقنّع بالسرّ) (٣) .
وأمثال هذه الكلمات منهم كثيرة لا تُحصىٰ ، ويُحتمل أن يُراد بظاهرهم الإمامة والخلافة ، وبباطنهم حقيقتهم النورانية المجرّدة التي لا ينال إلى إدراكها أيدي العقول كما قال : (ظاهري إمامة وباطني غيبٌ لا يُدرك) (٤) ، وقال : (نحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغيّر) (٥) ، ويُحتمل أن يُراد بظاهرهم الناطق منهم وبباطنهم الصامت ، فإنّ الحسن والحسين عليهماالسلام كانا صامتين في زمن عليّ عليهالسلام ، كما أنّ الحسين كان صامتاً في زمن الحسن عليهالسلام ، وهكذا سائر الأئمّة وهذا لا يُنافي إمامة الصامت كما لا يخفى ، وإليه الإشارة بقوله : (إمامان قاما أو قعدا) (٦) . وسأل يعقوب السرّاج أبا عبدالله عليهالسلام فقال : «متى يمضي الإمام حتّى يؤدّي علمه إلى مَن يقوم مقامه من بعده ؟ قال : لا يمضي الإمام حتّى يفضي علمه إلى مَن انتجبه الله ، ولكن يكون صامتاً معه فإذا مضىٰ ولي العلم
________________________
١ ـ أخرجه السيّد عبدالله شبّر في مصابيح الأنوار ج ١ ، ص ٣٥٢ عن الإمام عليّ عليهالسلام قال لكميل بن زياد رحمهالله : (إنّ لههنا لعلماً جمّاً وأشار إلى صدره الشريف لو وجدتُ له حَمَلَة) .
٢ ـ أخرجه الصفّار في بصائر الدرجات ج ١ ، ص ٢٦ ، باب ١٢ ، ح ٢ .
٣ ـ المصدر نفسه ص ٢٨ ، ح ١ .
٤ ـ راجع البحار ج ٢٥ ص ١٧١ ح ٣٨ الباب الرابع .
٥ ـ مشارق أنوار اليقين ص ٣٠٦ ط قم الشريف الرضي .
٦ ـ تقدّم ذكره . بحار الأنوار ج ١٦ ص ٣٠٦ .