(إنّي سلمٌ لمن سالمكم وحربٌ لمَن حاربكم)(١) أي مسالم ، فهذه الكلمة للائذان بالمسالمة وترك المحاربة ، وقد كانوا يؤمنون بها مَن يخاف شرّهم ومكيدتهم .
ومنها : إنّه من التسليم فهو إمّا بشرى له(٢) بما بشّره الله به من السلطنة الكاملة والغلبة على الأعداء في زمان الرجعة)(٣) ، أو إيذان بأنّه مُسلِّم ومفوّض له جميع أموره مطيع له في جميع أوامره ونواهيه ، ومؤمن بسرّه وعلانيّته ، كما في الزيارة الجامعة : «مؤمن بسرّكم وعلانيّتكم(٤) وشاهدكم وغائبكم وأوّلكم وآخركم ، ومفوِّض في ذلك كلّه إليكم(٥) ، ومسلِّم فيه معكم وقَلْبي لكم مُسلِّم ورأيي لكم
________________________
١ ـ لقد وردت هذه العبارة في زيارة عاشوراء المقدّسة المرويّة عن الإمام الباقر عليهالسلام ، وأيضاً وردت في أحاديث كثيرة منها قول النبيّ صلىاللهعليهوآله للإمام عليّ والحسن والحسين عليهمالسلام : (إنّي سلمٌ لمَن سالمكم وحربٌ لمن حاربكم) .
وبهذا الشأن راجع أمالي الشيخ المفيد ص ٢١٣ ، ط : جامعة المدرّسين ، ومشارق أنوار اليقين للبرسي ص ٣١ ، وص ٥٣ ، ط : الأعلمي .
٢ ـ أي للإمام الحسين عليهالسلام .
٣ ـ راجع تفسير القمّي ج ١ ، ص ٣٨٧ ، ط : بيروت ، وتفسير العياشي : ج ٢ ، ص ٢٥٩ و ٢٦٠ ، ح ٢٨ ، وتفسير البرهان للبحراني ج ٢ ، ص ٣٦٨ ح ١ ، وكتاب الرجعة للأسترآبادي .
٤ ـ أي بما استتر عن أكثر الخلق من غرائب أحوالكم وبما عُلِن منها أو مؤمن باعتقاداتكم السرنية وبأعمالكم وأقوالكم العلانية .
٥ ـ أي لا اعتراض عليكم في شيءٍ من أُموركم
بل أعلم أنّ كلّما تأتون به فهو بأمره تعالى أو المعنى أُسلِّم جميع أموري إليكم لكي تصلحوا خللها وفاسدها ،
فإنّ