والظلّ وما كان في هذه الهياكل الشريفة إنّما هو بالحقيقة والأصل ، فلذا كانت قدرتهم على الاُمور العجيبة أشدّ وأقوىٰ ، وعلمهم بما كان وما يكون أكثر وأجلىٰ ، بل الصادر عن السابقين (١) رشحة من رشحات جودهم عليهمالسلام ، (٢) كما أنّ وجودهم (٣) رشحة من رشحات وجودهم ، وإلى هذا المقام أشار [الإمام] عليّ عليهالسلام في بعض خطبة بقوله : أنا رافع إدريس مكاناً عليّا ، أنا منطق عيسى في المهد صبيّاً ، وقوله : أنا جاوزت موسى في البحر ، وأغرقت فرعون وجنوده ، أنا أعلم هماهم البهائم ، ومنطق الطير ، أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين ، أنا المتكلِّم على لسان عيسىٰ في المهد صبيّاً ، أنا الذي يصلّي عيسىٰ خلفي ، أنا الذي ينقلب في الصور كيف يشاء الله ، وقوله : أنا الخضر معلِّم موسى ، أنا معلِّم داود وسليمان ، أنا ذو القرنين ، أنا تكلّمتُ على لسان عيسىٰ في المهد ، أنا نوح ، أنا إبراهيم ، أنا صاحب الناقة ، أنا صاحب الرجفة ، أنا صاحب الزلزلة ، أنا اللوح المحفوظ ، إليَّ انتهى علمُ ما فيه ، أنا أنقلب في الصور كيف ما شاء الله ، مَن رآهم فقد رآني ، ومَنْ رآني فقد رآهم ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغيّر (٤) .
________________________
جعلتُ فداك . قال : ارجع إلى منزلك فإنّك سترجع إلى المنزل وهي تأكل شيئاً . قال : فلمّا رجعتُ من حجّتي ودخلتُ منزلي رأيتها قاعدة وهي تأكل) .
١ ـ يعني الأنبياء عليهمالسلام .
٢ ـ أي الأئمة عليهم السلام .
٣ ـ أي وجود الأنبياء عليهمالسلام .
٤ ـ راجع مشارق أنوار اليقين للحافظ رجب البرسي المتوفىٰ تقريباً في سنة ٨١٣ من الهجرة ص ٢٥٥ ، في فصل (معرفة الإمام بالنورانيّة) ، ط : الأعلمي بيروت .