ومنها (١) : إنّ من شأن الأئمّة الإرشاد والإبلاغ والإنذار ، ووجوب طاعتهم على الناس كما كان ذلك شأن الأنبياء [عليهمالسلام] ، وهذا معنى كون العلماء أيضاً ورثة لهم .
قال الصادق عليهالسلام : (الفضل لمحمّد صلىاللهعليهوآله وهو المقدّم على الخلق جميعاً لا يتقدّمه أحدٌ ، وعليّ عليهالسلام المقدَّم بعده والمتقدِّم بين يدي عليّ عليهالسلام كالمتقدِّم بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآله وكذلك يجري للأئمّة من بعده واحداً بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض أنْ تميد بأهلها ورابطة على سبيل هداه لا يهتدي هادٍ من ضلالة إلّا بهم ، ولا يضلّ خارج من هدى إلّا بتقصير عن حقّهم ، وأمناء الله على ما أهبط الله من علم أو عذر أو نذر ، وشهداءه على خلقه والحجّة البالغة على مَن في الأرض ، جرى لآخرهم من الله مثل الذي أوجب لأوّلهم فمَن اهتدى بسبيلهم وسلّم الأمر لهم فقد استمسك بحبل الله المتين وعروة الله الوثقى) (٢) .
ولا يخفى أنّ حمل الميراث المستفاد من هذه الفقرات على جميع ما كان لهم عليهمالسلام من الخصائص سوى مرتبة النبوّة أولى من حمله على خصوص بعض المراتب كما يشهد له كثير من الأخبار الواردة في هذا المضمار .
______________________________________________________
* روى عن أبي بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : (خرج أمير المؤمنين ذات ليلة على أصحابه بعد عتمة وهم في الرحبة وهو يقول همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الإمام وعليه قميص آدم وفي يده خاتم سليمان ، وعصا موسى عليهمالسلام) .
* وروى أبو حمزة الثمالي عن الإمام الصادق عليهالسلام قال : سمعته يقول : «ألواح موسىٰ عندنا ، وعصا موسىٰ عندنا ، ونحن ورثة النبيّين» .
١ ـ هذا الوجه الخامس من الوجوه المحتملة على أنّ الأئمّة عليهمالسلام ورثة الأنبياء .
٢ ـ راجع أصول الكافي ج ١ ، ص ٢٢٠ ، باب أنّ الأئمّة هم أركان الأرض ، ولكن يوجد بعض التفاوت بين هذه الرواية والروايات المذكورة في الكافي .