فقد روي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله : (إنّه قال : يا
عباد الله أنّ آدم لمّا رأى النور ساطعاً
________________________
سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ...) : قال الإمام عليهالسلام ـ العسكري ـ : قال الله تعالى : (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا) مثّل الله على الباب مثال محمّد وعلي وأمرهم أن يسجدوا لله تعظيماً لذلك المثال ، ويجدِّدوا على أنفسهم بيعتهما وذكر موالاتهما ، ويذكروا العهد والميثاق المأخوذين عليهم لهما (وَقُولُوا حِطَّةٌ) أي قولوا : إنّ سجودنا لله تعظيماً لمثال محمّد وعلي ، واعتقادنا لولايتهما حطّةً لذنوبنا ، ومحو لسيّئاتنا ...) .
وروى أبو جعفر محمّد ابن بابويه ـ الصدوق ـ رحمهالله في فضائل الشيعة وعنه الاسترآبادي في تأويل الآيات الظاهرة ص ٤٩٧ ، ط ، قم ، والعلّامة المجلسي في البحار ج ٢٥ ، ص ٢ في تأويل قوله تعالى : (يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) عن محمّد بن عمّار ، عن إسماعيل بن ثوية ، عن زياد بن عبدالله البكائي عن سليمان الأعمش ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنّا جلوساً عند رسول الله صلىاللهعليهوآله إذ أقبل إليه رجلٌ فقال : يارسول الله أخبرني عن قول الله عزّوجلّ لإبليس : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) مَن هم يارسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقرّبين ؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ، كنّا في سرادق العرش نسبِّح الله فسبّحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزّوجلّ آدم بألفي عام ، فلمّا خلق الله عزّوجلّ آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلّا لأجلنا فسجدت الملائكة كلّهم أجمعون إلّا إبليس أبى أن يسجد ، فقال له الله تبارك وتعالى : (يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب الله الذي يؤتىٰ منه ، بنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبّنا أحبّه الله وأسكنه جنّته ، ومَن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبّنا إلّا مَن طاب مولده) .