اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ اِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ .
هو إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن شاروخ (١) الملقّب بخليل الله ، وخليل الرحمٰن ، وأبي محمّد وأبي الأنبياء ، وأبي الضيفان ، وظاهر القرآن يقتضي كون آزر أباه (٢) . ولكن العرب كثيراً ما يطلقون الأب على العمّ (٣) ، وقد صرّح أهل التواريخ أنّ آزر كان عمّه عليهالسلام (٤) ، وهذا هو الموافق لمذهب أهل الحقّ من أنّ آباء الأنبياء لا يكونون إلّا موحِّدين (٥) .
________________________
١ ـ تاريخ اليعقوبي ص ١٦ ح ١ ، ط النجف ١٩٦٤ م .
٢ ـ إشارة إلى قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ...) .
٣ ـ وهذا الإطلاق أُستخدم حتّى في القرآن عن أولاد النبيّ يعقوب عليهالسلام أنّهم قالوا : (نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ) . ومعلوم أنّ إسماعيل كان عمّاً ليعقوب وقد أطلقوا عليه لفظ الأب فكذا هاهنا .
٤ ـ قال الطبرسي قدسسره في تفسيره ج ٤ ، ص ٤٠١ عن الزجاج : (ليس بين النسّابين اختلاف أنّ اسم أبي إبراهيم تارخ) .
٥ ـ روى الشيخ الطبرسي في مجمع البيان ج ٤ ، ص ٤٠١ ط : مؤسسة التاريخ العربي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله قال : (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهّرات حتّى أخرجني في عالمكم هذا لم يدنّسني بدنس الجاهلية) .
وممّا يدلّ على أنّ آباء الأنبياء كانوا مسلمين وطاهرين وموحدين قوله تعالى في سورة الشعراء (٢١٩) : (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) حيث روى الطبرسي في تفسيره ج ٧ ، ص ٢٦٩ عن الإمام الباقر والصادق عليهماالسلام : (قالا : تقلّبك في أصلاب النبيّين نبيّ بعد نبيّ حتى أخرجه من صلب أبيه من نكاح غير سفاح من لدن آدم عليهالسلام) .