بسم الله الرّحمن الرّحيم
سورة النحل
مكية (١) إلا قوله ـ سبحانه وتعالى ـ (وَإِنْ عاقَبْتُمْ) [الآية : ١٢٦] إلى آخر السورة وحكى الأصمّ رحمهالله عن بعضهم أنّها كلها مدنية (٢).
وقال آخرون : من أولها إلى قوله (كُنْ فَيَكُونُ) مدني ، وما سواه فمكّي ، وعن قتادة : بالعكس (٣) ، وتسمى سورة النّعم بسبب ما عدد الله فيها من النعم على عباده.
وهي مائة وثمانية وعشرون آية ، وألفان وثمانمائة وأربعون كلمة ، وعدد حروفها سبعة آلاف وسبعمائة وسبعة أحرف.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١) يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ)(٢)
قوله : (أَتى أَمْرُ اللهِ) في «أتى» وجهان :
أشهرهما : أنه ماض لفظا مستقبل معنى ، إذ المراد به يوم القيامة ، وإنّما أبرز في صورة ما وقع وانقضى تحقيقا له ولصدق المخبر به.
والثاني : أنّه على بابه.
والمراد به مقدماته وأوائله ، وهو نصر رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، أي : جاء أمر الله ودنا وقرب.
وقال ابن عرفة : «تقول العرب : أتاك الأمر وهو متوقّع بعد أي : أتى أمر الله وعدا فلا تستعجلوه وقوعا».
وقال قوم : المراد بالأمر ههنا عقوبة المكذّبين والعذاب بالسيف وذلك أنّ النّضر بن الحارث قال : (اللهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ) [الأنفال : ٣٢] فاستعجل العذاب فنزلت هذه الآية ، وقتل النضر يوم بدر صبرا.
__________________
(١) وهو قول الحسن وعكرمة وجابر ذكره الماوردي في «النكت والعيون» (٣ / ١٧٧) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ٢٠٤) عن ابن عباس وابن الزبير وعزاه إلى ابن مردويه.
(٢) ذكره الرازي في «تفسيره» (١٩ / ١٧٣).
(٣) ينظر : المصدر السابق.